الأسهم الأوروبية تهبط إلى أدنى مستوى في 16 شهراً.. ومؤشر "داكس" في عين العاصفة الجمركية

الأسهم الأوروبية تهبط إلى أدنى مستوى في 16 شهراً.. ومؤشر "داكس" في عين العاصفة الجمركية
هبطت الأسهم الأوروبية بشكل حادّ إلى أدنى مستوياتها منذ 16 شهراً، يوم الاثنين، مع تصاعد المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في ركود، في أعقاب إعلان الولايات المتحدة رسوماً جمركية واسعة النطاق، الأسبوع الماضي.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمسكه بخطط فرض الرسوم الجمركية، رغم الرد الانتقامي من الصين، ما دفع المستثمرين لتوقع قيام البنك المركزي الأوروبي ومجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتخفيض أسعار الفائدة؛ في محاولة لتخفيف وقْع الصدمة الاقتصادية، وتراجع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي الشامل بنسبة 5.8 في المائة، بحلول الساعة 07:22 (بتوقيت غرينتش)، في استمرارٍ للخسائر بعد تسجيله، يوم الجمعة، أكبر انخفاض يومي منذ جائحة كورونا.
وكانت الأسواق الألمانية - والتي تعتمد بشكل كبير على التجارة - من بين الأكثر تضرراً، حيث هبط مؤشر «داكس» بنسبة 6.6 في المائة، وتراجعت أسهم «كومرتس بنك» و«دويتشه بنك» بنحو 10.7 في المائة و10 في المائة على التوالي، حتى شركات الصناعات الدفاعية، التي كانت قد استفادت، في وقت سابق من العام، من التوقعات بزيادة الإنفاق العسكري، تعرضت لخسائر فادحة. فقد هَوَت أسهم شركة «راينميتال» المصنِّعة للدبابات بنسبة 23.7 في المائة، وهي أكبر خسارة على مؤشر «ستوكس 600»، كما انخفضت أسهم «هينسولت» و«رينك» و«راينميتال» بنسب تراوحت بين 17 في المائة و21 في المائة.
وجاءت موجة البيع الجديدة في الأسواق الآسيوية، بعد أن صرّح ترامب، للصحافيين، في عطلة نهاية الأسبوع، بأن المستثمرين «عليهم أن يتجرعوا الدواء»، مؤكداً أنه لن يبرم صفقة مع الصين ما لم يجرِ تقليص العجز التجاري الأميركي، ما زاد من حِدة المخاوف في الأسواق العالمية، وأدى التصعيد إلى إعادة تسعير توقعات الفائدة، حيث بات المتداولون يتوقعون أن يُخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الودائع إلى 1.70 في المائة، بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مقارنة بـ1.75 في المائة يوم الجمعة، و1.9 في المائة قبل إعلان ترامب الرسوم الجمركية.
وفي وول ستريت، هوت الأسهم نهاية الأسبوع الماضي، وتكبّدت شركات التكنولوجيا الكبرى المعروفة بـ"السبعة العظماء" خسائر تجاوزت تريليون دولار في يوم واحد فقط. كما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية صباح الجمعة، في ظل استمرار تداعيات الرسوم الجمركية، أما في آسيا، فقد استمرّت عمليات البيع المكثفة للأسهم، بقيادة الأسهم المدرجة في الصين، حيث يُتوقّع أن تكون الاقتصادات الآسيوية من بين الأكثر تضرراً من الرسوم المتبادلة. فقد فُرضت رسوم جمركية بنسبة 46% على فيتنام، و34% على الصين، و49% على كمبوديا، و44% على سريلانكا، وهي دول تلعب دوراً محورياً في سلاسل التوريد العالمية الخاصة بالشركات الدولية.