الذهب وعاء اقتصادي لامع

.

الذهب وعاء اقتصادي لامع

للذهب بريقه الذي يخطف الأبصار ويذهب الألباب والرغبة في اقتناء الذهب هي الغريزة الأكثر عمقا وتجذرا في النفس البشرية على مدى التاريخ ، كما أن للذهب جاذبيته لدى المستثمرين والبنوك وصناديق الاستثمار فالذهب يعد أصل استراتيجي و بداية يجب أن ندرك أن الذهب هو أهم المعادن النفيسة وأكثرها انتشارا واقتناء الذهب رغبة دائمة لدى الأفراد والدول متمثلة في البنوك المركزية كما أنه الجزء الأهم من الاحتياطيات لدى الدول ونظرا إلى القيمة المادية والمعنوية التي يتمتع بها المعدن الأصفر سرعان ما تحتمي البنوك المركزية به في حال وجود مخاطر اقتصادية أو سياسية.

 

لماذا يعد الذهب ملاذا امنا؟

 

يعود السبب الى تراجع ثقة المستثمرين بالعملات التي تتأثر بالأزمات المختلفة بالإضافة الى ان الذهب يتصف بصفة خاصة وهي عدم امكانية التحكم بالمعدن الأصفر من قبل أي منظمة او هيئة حكومية وانه يعتمد بشكل اساسي على قوى العرض والطلب فنلاحظ انه في أوقات الحروب والأزمات والكوارث العالمية ترتفع أسعار الذهب بقوة مقارنة بالعملات والسلع الأخرى وذلك بسبب ارتفاع الطلب على الملاذ الامن وهو المعدن الأصفر فيكون الذهب السبيل الوحيد للمستثمرين لحفظ ثرواتهم ومن الجدير بالذكر ان الذهب يختص بسهولة التداول في أي مكان في العالم وذلك بسبب سهولة تذوبيه وتشكيله مع الحفاظ على قيمته الأساسية.

 

اقتصاديا:

 

تكتسب تجارة الذهب رواجا كبيرا عند المستثمرين حيث ان المعدن الأصفر يقدم سيولة عالية وفرصا متعددة ومتنوعة للسوق تحت أي ظرف من الظروف فالذهب يحتفظ بقيمته وقت الازمات اذ يحتل المعدن الأصفر مكانه كبيرة في الاقتصاد العالمي فهو المعيار الأمثل لتحديد غنى الافراد والشعوب والدول ويرتبط اللجوء للاستثمار في الذهب بعامل الخوف وكما نعلم اقتصاديا ان الخوف يكون معلم من معالم أي ازمة مالية فغالبا يكون الخيار الأول هو اللجوء للذهب بالإضافة الى ان اقتناء الذهب رغبة دائمة متمثلة عند البنوك المركزية كما انه الجزء الأهم من الاحتياطات لدى الدول وتأخذ البنوك المركزية المعدن الأصفر كدرع حماية في حال وجود مخاطر اقتصادية او سياسة او بيولوجية وبالتالي ان المناخ العالمي الان يدعم صعود أسعار المعدن الأصفر خاصة في ظل الصراع التجاري المتجدد والتصعيد بين الولايات المتحدة والصين بالإضافة الى خفض الفائدة الامريكية وخفض الفوائد في معظم دول العالم وأيضا الركود الاقتصادي العالمي في العام الماضي كانت هناك تقارير تستند الى مؤشرات اقتصادية تشير الى ان الاقتصاد الأمريكي قد يدخل في حالة ركود بعد عشرة أعوام من الطفرة الاقتصادية منذ الازمة المالية العالمية لعام 2008 هذا التوقع للركود زرع بذور ارتفاع أسعار الذهب وزيادة الطلب من قبل المستثمرين على الملاذ الامن أيضا كان هناك دعم شرائي للذهب من قبل البنوك المركزية الرائدة في الصين وروسيا على مدى عامين ماضيين مما عزز قوة الذهب الشرائية فهذه الجهات اعتبرت ان الذهب هو أداة فعاله للتحوط ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي وأيضا من منظور اقتصادي بحت يعتبر الذهب من الأصول السائلة المضادة للدورات الاقتصادية ومخزن للقيمة على المدى الطويل وهذا ما يساعد البنوك المركزية على تحقيق أهدافها الأساسية المتمثلة في السلامة والسيولة والعائد.

 

منذ عامين سابقين تتجه صناديق الاستثمار المتداولة في البنوك العالمية الى تحقيق ارقام قياسية بحجم الاستثمار بالذهب حيث ان المستثمرون منذ عامين وبناءا على التقارير السلبية التي ذكرناها سابقا والتي تخص التضخم والركود الاقتصادي وعدم الاستقرار الجيوسياسي ومنذ ذلك الوقت بدأ المستثمرون بضخ كميات غير مسبوقة من النقد بصناديق الذهب المتداولة في البورصة حيث بلغ اجمالي التدفقات الواردة الى أكثر من 15 مليار دولار امريكي وإذا قارنا ذلك بصناديق الاستثمار المدعومة بالعقود الآجلة للنفط سنرى انه كان الكثير من التخلي عن الاستثمار بصناديق النفط الاستثمارية وان تلك الصناديق اضطرت الى اتخاذ سلسة من الخطوات غير العادية للبقاء على قيد الحياة وسط انخفاض كبير في الاستثمار في عقود النفط الخام.

 

 

عام 2020 لا يمكن ان نخفي حجم التوتر السياسي والعالمي والتغير الكبير الذي يشهده العالم بشكل مباشر على الساحة الاقتصادية بعد الخسائر الفلكية التي ضربت جميع اقتصادات العالم بسبب تفشي وباء كورونا والذي أصاب اقتصاد العالم في مقتل وستكون تبعاته حدوث انكماش اقتصادي في دول العالم وبيئة ضبابية غير مستقرة بالإضافة الى ركود سيكون الاسوء على الاطلاق مصاحبا لكساد عظيم.

 

 

توقعات اقتصادية:

 

أتوقع ان تستمر التدفقات الاستثمارية والنقدية الى صناديق الاستثمار في الذهب هذا العام وذلك لأسباب متعددة:

 

-المخاوف التي تسيطر على المستثمرين وأصحاب الثروات بشأن تراجع العملة بسبب التحفيز غير المسبوق من قبل البنوك المركزية.

-عدم اليقين الذي يسيطر على المستثمرين وأصحاب الثروات اتجاه انتعاش الأسهم العالمية حيث تظهر البيانات الاقتصادية مدى الأثر الوخيم الذي سببه اغلاق المنشأت الاقتصادية بسبب فايروس كورونا على اقتصاد البلاد.

-ستظل العديد من الديناميكيات العالمية داعمة بشكل أساسي وقوي للذهب في عام 2020 سواء بقاء تأثير فايروس كورونا على الاقتصاد او انخفاضه وذلك لعدم اليقين المالي والجيوسياسي مع تخفيض أسعار الفائدة المستمر مما سيعزز الطلب على الاستثمار بالمعدن الأصفر.

 

-الكساد والتضخم اللذان سيصحبان الاقتصاد في مختلف دول العالم سيعزز موقف المعدن الأصفر كدرع وملاذ امن اثناء التراجع الاقتصادي.

-فايروس كورونا أرى انه سواء كان هناك تلاشي لتأثيره على الاقتصاد او استمرار هذا التأثير هو أصلا قد قام بتغير كل قواعد اللعبة الاقتصادية حيث انني أرى ان الذهب سيكون هو الحاكم الجديد المتحكم بالاقتصاد والأسواق العالمية مستقبلا ولمدة اقلها عامين من هذا الوقت وان النظرة السلبية لتراجع النمو التجاري والاقتصاد عالميا من شأنه ان يعزز مكانه الذهب وبشكل كبير جدا.

-أرى ان مجريات ما حدث من أزمات اقتصادية حصلت بعد نكسة 2008 توحي للمستثمرين وأصحاب الثروات ان أفضل وعاء استثماري حسب التاريخ حتى لو تراجعت الأسعار قليلا هو الملاذ الامن والمعدن الأصفر (الذهب).

 

تحليل مالي فني:

 

أرى ان الذهب يجري اختبار لمقاومة 1744 وهي تعتبر مقاومة القناة الهابطة والاحظ ان مؤشر ستوكاستيك يعطي إشارة إيجابية لكسر هذه المقاومة وهذا يدعم السيناريو الصاعد انه ما زال فعال واتوقع كاستثمار لأسعار الذهب ارتفاع تدريجي للذهب خلال الفترة القادمة لمستويات 1768 / 1790 / 1815 / 1860 دولار للأونصة وثبات أسعار الذهب فوق مستويات دعم 1707 / 1712 والاغلاق اليومي فوقها هو الداعم الرئيسي للاتجاه الصاعد للذهب.

2020-05-29
التعليقات على الموضوع: 1 تعليقات


لا يوجد تعليقات
Loading...
إخلاء المسؤولية عن المخاطر

ينطوي تداول العملات الأجنبية ومؤشرات الأسهم والاسهم والأدوات المالية عموما على درجة عالية من المخاطرة وقد لا يكون مناسبا لجميع المتداولين والمستثمرين لذلك يجب عليك أن تفكر بعناية في أهدافك الاستثمارية ومستوى خبرتك ورغبتك في المخاطرة فاحتمالية ان تتكبد خسارة في بعض أو كل اموالك موجودة وبالتالي يجب ألا تستثمر أموالا لا يمكنك تحمل خسارتها ويجب أن تكون على دراية بجميع المخاطر المرتبطة بالتداول والاستثمار في البورصات العالمية وعلى المنصات الالكترونية ومخاطر الأسواق العالمية.

جميع الحقوق محفوظة للأكاديمية العربية للأعمال 2023