أبرز تصريحات فابيو بانيتا عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي

ما زلنا نمر بسلسلة من الصدمات العالمية التي تعطل الاقتصادات في جميع أنحاء العالم ففي غضون ثلاث سنوات فقط شهدنا وباء واضطرابات شديدة في سلسلة التوريد وحرب في اوكرانيا وأزمة طاقة والآن توترات في الأسواق المصرفية قدمت التقلبات الناتجة في النشاط والأسعار صانعي السياسات أمام تحدي تحديد نقاط التحول في الديناميكيات الأساسية في وقت الاضطراب في الاقتصاد والقطاع المالي لا محالة  نحن بحاجة إلى التنقل بين مخاطر عدم الاستجابة  التي قد تطيل الآثار التضخمية لهذه الصدمات  وخطر المبالغة في رد الفعل  مما قد يحول التقلب إلى عدم استقرار ونحن بحاجة إلى تكييف سياساتنا مع الآثار المتداخلة للصدمات والتطورات الجيوسياسية ومخاطر التضخيم المالي وهناك ثلاثة مبادئ يمكن أن تساعد في توجيه قرارات سياستنا النقدية في هذا السياق

أولاً نظرا لحالة عدم اليقين السائدة والأرضية التي غطيناها بالفعل في تشديد سياستنا يجب أن نبقى معتمدين تماما على البيانات ونتجنب الالتزام المسبق بأي مسار سياسي محدد ويجب أن نسترشد بوظيفة رد الفعل لدينا وتقييم تطورات التضخم وديناميكيات التضخم الأساسية وقوة انتقال السياسة النقدية وكذلك بالنظر إلى المخاطر المحتملة للتوقعات على المدى المتوسط الناشئة عن كل من الاقتصاد الحقيقي والقطاع المالي.

ثانيا نحتاج إلى مراقبة تأثيرات تدابيرنا والطريقة التي تتفاعل بها أدواتنا المختلفة مع بعضها البعض على وجه الخصوص يجب أن نقوم باستمرار بتقييم التأثير المشترك لرفع المعدلات وتقليل حجم ميزانيتنا العمومية ونحن بحاجة إلى الحفاظ على موقفنا المضاد للتضخم حتى نرى علامات مقنعة على عودة التضخم إلى هدفنا بما يتماشى مع مبدأ الفصل تقديم موقف السياسة المناسب لا ينبغي أن يأتي على حساب إضعاف انتقاله

ثالثا: نظرا للطبيعة العالمية للصدمات التي نواجهها نحتاج إلى النظر في كيفية انتقالها عبر الأسواق والاقتصادات وكذلك التداعيات المحتملة من السياسات المعتمدة في الخارج ولكن يجب أن نظل مركزين على مهمتنا الأساسية المتمثلة في ضمان استقرار الأسعار في منطقة اليورو  

قسم الدراسات والأبحاث - الأكاديمية العربية للأعمال