الطريق الى البيت الابيض

.

الطريق الى البيت الابيض

شاهد العالم أجمع أحداث ومجريات المناظرة الرئاسية والمواجهة المباشرة الأولى منذ أربع سنوات والتي جمعت بين كل من الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب في أتلانتا جورجيا قبل أقل من أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية والمقررة في الخامس من نوفمبر القادم وقدم الرئيس الحالي جو بايدن أداء اقل ما تم وصفه بالكارثي والهزيل امام خصم عنيد وشرس مثل ترامب وقدم إجابات مشوشة ومنقطعة وظهر أنه يفقد سلسلة أفكاره امام سيل من الأسئلة و الضربات التي تلقاها افقدته التوازن في بداية المناظرة حتى اتهمه ترامب بأنه أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة ليدب وينتشر الرعب في أوساط الحزب الديمقراطي والناخبين الديمقراطيين وبدأت الأصوات تتعالى والدعوات تنطلق من كبار الديمقراطيين لجو بايدن بوقف محاولته إعادة انتخابه بعد أن أثار أدائه المتعثر في المناظرة الرئاسية مع دونالد ترامب المخاوف بشأن سن الرئيس البالغ من العمر 81 عام ومدى قدرته لشغل المنصب وقيادة البلاد لفترة رئاسية أخرى وكانت المناظرة فرصة هامة لبايدن لتهدئة المخاوف واسعة النطاق بشأن عمره أمام جمهور تلفزيوني يضم عشرات الملايين من الناخبين الأمريكيين لكن أحد المشرعين الديمقراطيين قال إن أداء بايدن أثار حالة من الذعر على نطاق واسع في الكابيتول هيل وقال مايك جونسون رئيس مجلس النواب الجمهوري إن الديمقراطيين "في حالة من الذعر لسبب وجيه للغاية وأضاف أن الحزب الآن مجبر على أن يقول صراحة ما يعرفه منذ بعض الوقت: لا يمكن أن يكون جو بايدن رئيسا في الولاية المقبلة وقال ديفيد أكسلرود الذي كان مستشارا كبيرا للرئيس السابق باراك أوباما "ستكون هناك مناقشات حول ما إذا كان ينبغي له الاستمرار"
وفشل بايدن خلال المناظرة في تهدئة مخاوف الناخبين بشأن عمره وظهر متعثرا في إجاباته المبكرة حول كيفية معالجته للقضايا الاقتصادية وكان من الصعب في بعض الأحيان فهمه وتوقف عن الرد على الأسئلة المتعلقة بالاقتصاد وقد سلط الناخبون الضوء باستمرار على عمر بايدن - فهو يبلغ من العمر 81 عام باعتباره مصدر قلق ويبلغ عمر ترامب 78 عام وقالت كيت بيدينجفيلد مديرة الاتصالات السابقة في البيت الأبيض في عهد بايدن إن أكبر مشكلة واجهها بايدن والتي كان عليه أن يثبتها للشعب الأمريكي هي أنه يتمتع بالطاقة والقدرة الجسدية والذهنية على التحمل - ولم يفعل ذلك.
فيما يتعلق بمعالجة الدين الوطني جدد دونالد ترامب دعواته لزيادة الرسوم الجمركية على الصين فخلال ولايته الأولى، فرض ترامب رسوماً جمركية على منتجات كثيرة ومتعددة تتراوح من الغسالات إلى مواد الصلب والألمنيوم وغيرها وفي الأشهر الأخيرة، قال إنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 10% على الواردات في مختلف المجالات وضرائب تصل إلى 60% على الواردات الصينية وقال ترامب: إن ذلك سيجبرهم (الصين) على أن يدفعوا لنا الكثير من المال، ويخفضوا عجزنا بشكل كبير، ويمنحونا الكثير من القوة لأشياء أخرى.
ومن جانبه، قال بايدن إنه سيعالج العجز من خلال زيادة الضرائب على الأمريكيين الذين يكسبون أكثر من 400 ألف دولار سنويا والجدير بالذكر سيكون الإصلاح الضريبي قضية رئيسية لأي من المرشحين في العام المقبل، حيث من المقرر أن تنتهي التخفيضات على ضرائب الدخل الفردي من قانون الضرائب الذي أقره ترامب لعام 2017 وقال ترامب إنه سيجدد جميع التخفيضات، بل إنه طرح خفض معدلات الضرائب على الشركات بشكل أكبر، بينما كرر بايدن في المناظرة موقفه المتمثل في ضرورة زيادة الضرائب على المليارديرات وغيرهم من الأمريكيين الأثرياء وقال بايدن: "ما سأفعله هو إصلاح النظام الضريبي"، مضيفًا أن زيادة الضرائب على المليارديرات يمكن أن تجمع مئات المليارات من الدولارات على مدار عقد من الزمن.
وقال بايدن ردا على سؤال في بداية المناظرة: حسنا، دعونا نلقي نظرة على ما تبقى لي عندما أصبحت رئيسا وما تركه لي السيد ترامب كان لدينا اقتصاد في حالة سقوط حر ووباء تم التعامل معه بشكل سيئ للغاية، مما أدى إلى وفاة الكثير من الناس - لقد انهار الاقتصاد ولا وظائف وارتفع معدل البطالة إلى 15% كان الأمر فظيعا ومضى الرئيس ليضيف: "إن الجمع بين ما بقي لي وجشع الشركات هو السبب وراء وقوعنا في هذه المشكلة الآن ورد ترامب قائلا: "لدينا أعظم اقتصاد في تاريخ بلادنا لقد اندهش الجميع من ذلك وكانت الدول الأخرى تقلدنا لكن لقد أصابنا فيروس كورونا وقال ان بايدن قام بعمل سيئ والتضخم يقتل بلادنا إنه يقتلنا بالتأكيد.
تظهر بيانات مكتب إحصاءات العمل أن التضخم اتجه نحو 2% خلال عام 2019 قبل أن ينخفض بعد ظهور جائحة كوفيد-19، حيث انخفض إلى 0.12% في مايو 2020 مع إغلاق الاقتصاد العالمي قبل أن يرتفع فوق 1% في النصف الثاني من العام وفي يناير 2021، عندما تولى الرئيس بايدن منصبه، بلغ التضخم على أساس سنوي 1.4%. ومع استمرار معاناة الاقتصاد من اضطرابات سلسلة التوريد المرتبطة بالوباء بدأ التضخم في الارتفاع ووصل إلى 5% في مايو وتجاوز 7% في ديسمبر مع اقتراب عام 2021 من نهايته واستمر التضخم في الارتفاع في عام 2022 مع إسهام الغزو الروسي لأوكرانيا والإنفاق الفيدرالي الإضافي في الضغوط التضخمية - وبلغ ذروته في نهاية المطاف عند 9.1% في يونيو 2022، وهو أعلى مستوى منذ 40 عاما ومنذ ذلك الحين تراجع التضخم وبلغ 3.3% في مايو 2024 - على الرغم من أن هذا يظل أعلى من معدل هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% وهو ما ساهم في إبقاء البنك المركزي على أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها في 23 عام وكان القاسم المشترك لحديث كل من بايدن وترامب على سوء الأوضاع الاقتصادية هو الوباء وكأنهما يستأنفان من حيث توقفا في عام 2020.
هل يمكن استبدال بايدن بمرشح اخر قبيل الانتخابات!!
اثار أداء الرئيس جو بايدن في المناظرة تساؤلات جديدة حول ما إذا كان لدى الديمقراطيين أي خيارات أخرى في نوفمبر إذا لم يعد الرئيس البالغ من العمر 81 عام مستعدًا أو قادرًا على القيام بحملته الانتخابية  بداية ان محاولة فرض استبداله تعسفيا من قبل الحزب الديمقراطي وبغير رضى منه ستكون صعبة حيث واجه بايدن معارضة ضئيلة في الانتخابات التمهيدية لحزبه وسيتعين على أي منافس لبايدن أن يعلن ترشيحه قبل التصويت الرسمي في اغسطس مما يشكل تحديًا علنيًا للرئيس الحالي في محاولة انقلاب حزبي عالية المخاطر وعلى الرغم من ذلك هناك خلفاء محتملون له في حالة التنحي بإرادته حيث تعد نائبة الرئيس كامالا هاريس هي الوريثة الأكثر منطقية للكثير من الناخبين الديمقراطيين ومن بين المرشحين الآخرين الذين ينتظرون في الكواليس والذين يدعمون بايدن علنًا  حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ، وحاكم ولاية إلينوي جيه بي بريتزكر ، وحاكمة ولاية ميشيغان جريتشن ويتمر، ولم يحقق أي من هؤلاء المرشحين نتائج أفضل ضد ترامب مقارنة ببايدن وفقًا لاستطلاع للرأي أجرته مورنينج كونسلت في الولايات المتأرجحة.
ماذا تقول استطلاعات الرأي الآن؟
يحتفظ دونالد ترامب بتقدمه على جو بايدن في معظم الولايات المتأرجحة الحاسمة قبل أقل من أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر ويُظهر هذا قوة ملحوظة لترامب الذي خرج من البيت الأبيض في عام 2021 بمعدل تأييد منخفض قياسي بلغ 29 % بعد أن اقتحم بعض أنصاره مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير وفي الشهر الماضي، أصبح أول رئيس سابق يُدان من جناية ومع ذلك وفقًا لاستطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز فإن 48% من الناخبين الأميركيين سيختارون ترامب رئيسًا مقابل 42% لبايدن.
وفي أسواق المراهنة على الانتخابات تراجعت نسب بايدن بعد الأداء المخيب للآمال وأظهر موقع PredictIt.org، وهو موقع للمراهنة على الانتخابات أن الأسهم التي توقعت فوز الرئيس الديمقراطي الحالي بإعادة انتخابه انخفضت بمقدار 15 نقطة في أعقاب أداء بايدن في المناظرة التي لاقت انتقادات واسعة النطاق ويسمح الموقع للمستخدمين بشراء أسهم في مرشح وهو ما يتوافق مع تقدير السوق لاحتمال فوز المرشح قبل المناظرة، تم تداول بايدن البالغ من العمر 81 عامًا بسعر 48 سنتًا للسهم ولكن في غضون ساعة واحدة فقط، بعد التحدث بصوت أجش وإعطاء إجابات متقطعة، تم تداول أسهمه عند 39 سنتًا ووصلت إلى أدنى مستوياتها عند 29 سنتًا وبحسب موقع PredictIt، تقدم الرئيس السابق ترامب المرشح الجمهوري المفترض على بايدن بواقع 53 سنتًا مقابل 48 سنتًا قبل المناظرة وارتفعت أسهمه إلى 61 سنتًا مع مناظرته مع بايدن وتحوم الآن حول 58 سنتًا، وهو ما يعني أن فرص فوزه تبلغ 58%.
كما هو معروف ان الانتخابات الرئاسية الامريكية  تتم تسويتها من خلال منافسات يفوز فيها الفائز بكل شيء في كل الولايات الخمسين تقريبا، والتي ترسل الناخبين إلى المجمع الانتخابي وأي مرشح يحصل على 270 صوتًا من أصل 538 صوتًا في المجمع الانتخابي يصبح رئيسًا ، وفي أربع "ولايات متأرجحة" حاسمة - أريزونا، وجورجيا، ونيفادا، وكارولينا الشمالية - يتمتع ترامب بفارق ضئيل ولا بد من القارئ العزيز ان يعلم ان هناك العديد من القضايا التي ستقرر نتيجة هذه الانتخابات حيث إن الاقتصاد هو الأولوية القصوى بالنسبة للناخبين الأميركيين ــ وترامب يفوز في هذه القضية وبشكل عام يثق 41% من الناخبين في ترامب فيما يتعلق بالاقتصاد، مقارنة بـ37% فقط لبايدن وفقًا لأحدث استطلاع للرأي أجرته كلية روس للأعمال بجامعة ميشيغان وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة سي إن إن في أبريل أن 65% من الناخبين المسجلين وصفوا الاقتصاد بأنه "في غاية الأهمية" لتصويتهم ــ وهي نسبة أعلى من أي قضية أخرى وتقترب من المستويات التي لم نشهدها منذ أكتوبر 2008.
تشمل القضايا الرئيسية الأخرى (الهجرة) حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين يعتقدون أن ترامب أكثر كفاءة من بايدن بهذا الملف كذلك في الحفاظ على حقوق الإجهاض وخفض تكاليف الرعاية الصحية كما وضعت حملته حماية الديمقراطية في مركز خطابه لكن استطلاع رأي أجرته صحيفة واشنطن بوست مؤخرًا وجد أن المزيد من الناخبين في ست ولايات متأرجحة يثقون في ترامب وليس بايدن للتعامل مع التهديدات للديمقراطية الأمريكية ،، ولا يصوت أغلب الأميركيين على أساس السياسة الخارجية فقط لكن الناخبين قالوا باستمرار إنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة تنفق مبالغ طائلة على المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا وإسرائيل، وفقا لاستطلاع شهري أجرته مؤسسة ميشيغان روس وهذا من شأنه أن يساعد ترامب وبالرغم أن ترامب لم يقل إنه سيقطع التمويل عن أي من البلدين، فقد أوضح الرئيس السابق أنه يتوقع من دول أخرى في أوروبا زيادة إنفاقها الدفاعي عندما يتعلق الأمر بمواجهة روسيا كما عرقل الجمهوريون العديد من الجهود التي يبذلها الكونجرس للموافقة على المساعدات للبلدين وفي الشهر الماضي، أصبح ترامب أول رئيس سابق للولايات المتحدة يُدان بارتكاب جناية - ومع ذلك فإن تأثير ذلك كان بالكاد واضحا في استطلاعات الرأي ولا يزال نحو 90% من الجمهوريين ينظرون إليه بشكل إيجابي وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً وقال 68% من الناخبين المسجلين إن ذلك لم يحدث أي فرق بالنسبة لهم.
وفي عام مليء بالأحداث والمصاعب يجب على كلا المرشحين ان يضعوا بالحسبان العديد من الاعتبارات الخارجية أيضا مثل الانتخابات في المملكة المتحدة حيث تقف بريطانيا على أعتاب ما من المرجح أن يكون إعادة اصطفاف سياسي يحدث مرة واحدة في كل جيل بعد الانتخابات العامة المقررة يوم الخميس المقبل وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب العمال بزعامة كير ستارمر يتجه لتحقيق فوز ساحق، بينما يواجه حزب المحافظين بزعامة ريشي سوناك الهزيمة بعد 14 عام مضطرب في السلطة بالإضافة الى استمرار الحروب والعوامل الجيوسياسية حول العالم ودعوات الزعيم الصيني شي جين بينغ دول الجنوب العالمي إلى أن يكون لها دور أكبر في الشؤون الدولية وتكثيف جهوده لتحدي النفوذ الأمريكي في جميع أنحاء العالم ، كل ذلك وغيره الكثير من الملفات الشائكة يجب على المرشحين وضعها في الحسبان للتعامل معها في حال فوزهم في عام انتخابي صعب سيكون أيضا على تحركات الأسواق العالمية عامة والأمريكية خاصة وكما عهدتمونا منذ اربع سنوات ونحن ننقل لكم بنظرة معمقة كافة المحركات الرئيسية لمثل هكذا استحقاقات عالمية هامة لتكونوا دوما بصورة الحدث من جانب اقتصادي وسياسي وفهم الترابط ليكون لديكم القدرة والفاعلية العالية بسبب هذه المعلومات المدروسة بعناية على كيفية إدارة حياتكم واعمالكم واستثماراتكم بحكمة اكثر وهذا الدور الذي نسعى دوما لتقديمه لكم وفالكم الربح والتوفيق دوما.


المحلل المالي والتقني 
#عبدالرحمن_الأصفر
#استثمار #تداول #دولار

2024-07-01
إخلاء المسؤولية عن المخاطر

ينطوي تداول العملات الأجنبية ومؤشرات الأسهم والاسهم والأدوات المالية عموما على درجة عالية من المخاطرة وقد لا يكون مناسبا لجميع المتداولين والمستثمرين لذلك يجب عليك أن تفكر بعناية في أهدافك الاستثمارية ومستوى خبرتك ورغبتك في المخاطرة فاحتمالية ان تتكبد خسارة في بعض أو كل اموالك موجودة وبالتالي يجب ألا تستثمر أموالا لا يمكنك تحمل خسارتها ويجب أن تكون على دراية بجميع المخاطر المرتبطة بالتداول والاستثمار في البورصات العالمية وعلى المنصات الالكترونية ومخاطر الأسواق العالمية.

جميع الحقوق محفوظة للأكاديمية العربية للأعمال 2023