الذهب يواصل بريقه مع ترقب بيانات التضخم الأميركية
الذهب يواصل بريقه مع ترقب بيانات التضخم الأميركية
سجلت أسعار الذهب ارتفاعا، للجلسة الثالثة على التوالي الخميس، وسط ترقب المستثمرين لبيانات تضخم أميركية من المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم بحثا عن المزيد من المؤشرات حول المسار الذي سيتبناه مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 2375.70 دولار للأونصة. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 بالمئة إلى 2381.30 دولار.
وتراجع الدولار مما يجعل المعدن النفيس المسعر به أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى.
ويترقب المستثمرون تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يونيو المقرر صدوره عند الساعة 1230 بتوقيت غرينتش وتقرير مؤشر أسعار المنتجين المرتقب غدا الجمعة، وسط توقعات بأن تدعم البيانات حالة التفاؤل بأن المركزي الأميركي سيكون قادرا على خفض أسعار الفائدة هذا العام.
حيث أن أي مفاجأة هبوطية في تقرير مؤشر أسعار المستهلكين قد تضعف الدولار وتدفع أسعار الذهب للارتفاع لمستوى 2400 دولار، ويُنظر إلى الذهب على أنه أداة للتحوط في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية، وعادة ما تزيد جاذبية الأصل الذي يدر عوائد عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، يوم الأربعاء، إن المركزي سيتخذ قرارات سعر الفائدة «عندما تكون هناك حاجة» إليها. ويوم الثلاثاء، أخبر أعضاء مجلس النواب أن «المزيد من البيانات الجيدة» من شأنها أن تعزز الحجة لصالح خفض أسعار الفائدة.
وقال باول في شهادته أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأميركي "قلنا إنكم لا تريدون انتظار انخفاض التضخم إلى 2 بالمئة، لأن التضخم يتمتع بزخم معين".
وأضاف "إذا انتظرتم كل هذا الوقت، فقد تكونون انتظرتم طويلا". وفي سيناريو مماثل سينخفض التضخم إلى مستوى أقل بكثير من الهدف، وهي نتيجة غير مرغوب فيها أيضاً.
ويقدر المتداولون حالياً احتمالاً بنسبة 46 في المائة بأن الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بمقدار درجتين بحلول نهاية اجتماع ديسمبر (كانون الأول) واحتمال 73 في المائة للخفض الأول في سبتمبر (أيلول).
في المقابل، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.7 في المائة إلى 31.04 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 0.4 في المائة إلى 993.25 دولار، وارتفع البلاديوم 0.7 في المائة إلى 992.90 دولار.
وفي سياق متصل أظهر تقرير صدر حديثا عن مجلس الذهب العالمي، أن صناديق المؤشرات العالمية المتداولة للذهب (ETFs) قد سجلت أسوأ أداء نصف سنوي منذ عام 2013، حيث خسرت 6.7 مليار دولار منذ بداية العام، وانخفض إجمالي حيازات صناديق الاستثمار المتداولة بمقدار 120 طنًا إلى 3105 أطنان من الذهب خلال هذه الفترة.
وشهدت صناديق المؤشرات المتداولة للذهب على مستوى العالم تدفقات شهرية إيجابية للشهر الثاني على التوالي، حيث جذبت 1.4 مليار دولار في شهر يونيو. وشملت هذه التدفقات جميع المناطق، حيث شهدت جميعها مكاسب إيجابية باستثناء أميركا الشمالية التي تكبدت خسائر طفيفة للشهر الثاني على التوالي.
وبلغ متوسط حجم تداول الذهب العالمي في مختلف الأسواق 195 مليار دولار يوميًا في يونيو، بانخفاض 9.5% على أساس شهري، وعلى الرغم من ذلك، بلغ متوسط سيولة سوق الذهب العالمية 210 مليارات دولار يوميًا، متجاوزًا متوسط الربع الأول (182 مليار دولار يوميًا).
وأضافت الصناديق الأوروبية 1.4 مليار دولار في يونيو، وقد ساعد ذلك على تقليص التدفقات الخارجة خلال النصف الأول إلى 4.9 مليار دولار، ومع ذلك، سجلت الصناديق أسوأ أداء خلال الفترة منذ عام 2013 (-8 مليارات دولار).
ومددت آسيا سلسلة تدفقاتها الوافدة إلى 16 شهرًا، حيث اجتذبت 560 مليون دولار في يونيو، بدعم من الصين، والتي أضافت 429 مليون دولار، لتحقق المنطقة تدفقات وافدة 3.1 مليار دولار خلال النصف الأول، وهو أداء قياسي للمنطقة.
فيما بلغت التدفقات الخارجة من أميركا الشمالية 573 مليون دولار في يونيو، لتسجل أكبر تدفقات خارجة منذ ثلاث سنوات عند 4.9 مليار دولار خلال النصف الأول، في ظل قوة الدولار واستمرار مكاسب الأسهم، وحدّت المخاطر الجيوسياسية من الخسائر.