الفيدرالي يخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.. وباول يوضح سبب الخفض الكبير
الفيدرالي يخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.. وباول يوضح سبب الخفض الكبير
لأول مرة منذ أكثر من 4 سنوات، قررت لجنة السياسة النقدية لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، لتصل الفائدة إلى مستوى 4.75 إلى 5 بالمئة.
وقال صناع السياسات في لجنة تحديد أسعار الفائدة بالبنك المركزي الأميركي في بيان: "لقد اكتسبت اللجنة ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك على نحو مستدام صوب النسبة المستهدفة عند 2 بالمئة، وتقدر اللجنة أن المخاطر التي تهدد تحقيق أهداف التوظيف والتضخم متوازنة تقريبا"، ويرى صناع السياسات أن سعر الفائدة القياسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي سينخفض نصف نقطة مئوية أخرى بحلول نهاية هذا العام، ونقطة مئوية كاملة أخرى في 2025، ونصف نقطة مئوية نهائية في 2026 لينتهي في نطاق 2.75 إلى 3.00 بالمئة، وكان الفيدرالي الأميركي قد أبقى معدلات الفائدة دون تغيير للمرة الثامنة على التوالي خلال اجتماعه في يوليو الماضي.
وكشف أعضاء الفدرالي أن الاقتصاد ينمو بوتيرة ثابتة وهناك بعض التباطؤ في سوق العمل ومعدل البطالة ارتفع لكنه لا يزال منخفضاً، وتوقعوا استقرار معدل البطالة في أميركا عند 4.4% بنهاية عامي 2024 و2025، وجاء قرار التخفيف في ضوء التقدم على صعيد التضخم وتوازن المخاطر. وجاء تصويت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بأغلبية 11 صوتاً مقابل صوت واحد، مع تفضيل المحافظ ميشيل بومان تحركاً بمقدار ربع نقطة، وكانت التداولات متقلبة في السوق بعد القرار حيث قفز مؤشر داو جونز الصناعي بما يصل إلى 375 نقطة، قبل أن يتراجع إلى حد ما مع استيعاب المستثمرين للأخبار وما تشير إليه بشأن حالة الاقتصاد.
ومنذ أشهر، كان الاحتياطي الفيدرالي يحافظ على سعر الفائدة عند أعلى مستوياته منذ 22 عاما للحد من الإقراض وتهدئة زيادة الأسعار، رغم أن تباطؤ التضخم خلال العام الماضي أعطى شعورا متفائلا بأن أول خفض يلوح في الأفق.
بدوره قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) إن البنك ربما كان سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في أواخر يوليو لو كان يعلم أن سوق العمل تتباطأ بالسرعة التي تشهدها، وأضاف باول في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء بعد أن خفض البنك المركزي سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو ما يتجاوز توقعات معظم المحللين، "هل كنا سنخفض إذا تلقينا تقرير يوليو قبل الاجتماع؟ ربما كنا سنفعل ذلك". وأضاف "لم نتخذ ذلك القرار، لكن... كان من الممكن أن نفعل".
وأردف باول قائلا إن قرار السياسة النقدية الذي أعلنه مجلس الاحتياطي الفيدرالي أمس لا يعني أنه متأخر، بل إنه التزام بألا يتأخر، وقال باول إن سوق العمل قوية وإن التضخم في طريقه للانخفاض إلى هدف مجلس الاحتياطي الفيدرالي البالغ اثنين بالمئة. وأضاف أن خفض أسعار الفائدة اليوم هو محاولة للحفاظ عليه على هذا النحو.
أشار باول إلى أن قرار خفض الفائدة 50 نقطة أساس لا يعني أنها الوتيرة الجديدة، وقال :"لا أعتقد أنه يجب على أي شخص أن ينظر إلى هذا (القرار) ويقول: حسناً، هذه هي الوتيرة الجديدة"، وشدد باول على أن الاحتياطي الفيدرالي سيحدد سرعته أو مدى البطء المطلوب حسب الحاجة، وأضاف: "نود استعادة استقرار الأسعار، لكن دون بطالة مرتفعة"، أكد باول على استمرار اعتماد الاحتياطي الفيدرالي سياسته في متابعة البيانات الاقتصادية لتحديد الأنسب فيما يخص السياسة النقدية.