انخفاض الذهب من أعلى مستوياته على الإطلاق مع جني المستثمرين للأرباح
انخفاض الذهب من أعلى مستوياته على الإطلاق مع جني المستثمرين للأرباح
هبطت أسعار الذهب بعد أن سجلت مستويات قياسية مرتفعة، الاثنين، إذ دفع صعود الدولار بعض المستثمرين إلى جني الأرباح، لكن حالة من الثقة القوية في السوق والتوتر الجيوسياسي أبقيا على الأسعار فوق المستوى الرئيسي البالغ 2600 دولار للأونصة.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى2616.57 دولار للأونصة، بعد أن سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 2631.31 في وقت سابق من الجلسة، وقال أولي هانسن، مدير أبحاث السلع الأولية في "ساكسو بنك"، إن الارتفاع كان استمرارا لزخم ناتج عن "الخوف من تفويت الفرصة" الذي أعقب الخفض الكبير في أسعار الفائدة الأميركية الأسبوع الماضي، وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، بنحو 0.3 بالمئة.
وصعد الذهب الذي لا يدر عائدا بأكثر من 27 بالمئة منذ بداية العام ويتجه لتحقيق أكبر ارتفاع سنوي منذ 14 عاما، وقال سوني كوماري، محلل السلع الاستراتيجية في مؤسسة "إيه.إن.زد": "يراقب المستثمرون عن كثب إمكانية خفض سعر الفائدة في المستقبل. وستكون العوامل الرئيسية في الفترة المقبلة هي وتيرة خفض الفائدة الأميركية. وعلى وجه التحديد، ما إذا كان سيجري خفض جديد بواقع 50 نقطة أساس هذا العام، والمسار العام لدورة التيسير النقدي".
وفي يوم الأربعاء الماضي، أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن أول خفض لسعر الفائدة في 4 سنوات، حيث خفض سعر الفائدة بمقدار كبير بلغ 50 نقطة أساس، كما توقع أن يقوم بتخفيض سعر الفائدة القياسي بمقدار 50 نقطة أساس إضافية بحلول نهاية العام، وتتطلع الأسواق الآن إلى مجموعة من البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع في الولايات المتحدة؛ أبرزها أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي - مؤشر التضخم المفضل للاحتياطي الفيدرالي - وتقارير الدخل والإنفاق الشخصي، بالإضافة إلى مؤشرات مديري المشتريات PMI اليوم، إلى جانب خطابات من العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، وذلك من أجل الحصول على المزيد من التوجيهات بشأن تحركات أسعار الفائدة.
وفي الوقت نفسه، تعززت مكانة الذهب كملاذ آمن بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، حيث كثفت حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في لبنان هجماتهما عبر الحدود يوم الأحد، وسط تبادل القادة بعض التهديدات العدائية في خضم التدهور السريع في الأحداث عقب الهجمات الإرهابية على المدنيين اللبنانيين، والتي تسببت بها التفجيرات التي قامت بها حكومة الاحتلال في أجهزة البيجر والأجهزة اللاسلكية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية اثنين بالمئة إلى 30.48 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين 2.1 بالمئة إلى 954.84 دولار، وهبط البلاديوم 1.9 بالمئة إلى 1047.27 دولار.
وصعد الذهب 26 بالمئة منذ بداية العام الجاري في أكبر زيادة سنوية منذ 2010 في وقت يسعى فيه المستثمرون إلى التحوط في مواجهة حالة عدم اليقين الناجم عن الصراعات في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، وقال محللون إن موجة الصعود غير المسبوقة قد تمر بفترة تصحيح، وأدى الارتفاع غير المسبوق إلى تآكل الطلب في قطاع التجزئة في الصين والهند، وهما أكبر المستهلكين.