الدولار يستقر بمكاسب قوية.. وينتظر المزيد من القوة قبل الانتخابات

اتجه الدولار صوب تحقيق ثالث مكسب أسبوعي على التوالي يوم الجمعة بدعم من سياسة تيسيرية من البنك المركزي الأوروبي وبيانات أمريكية قوية تدفع التوقعات بشأن مدى سرعة انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية خاصة إذا فاز دونالد ترامب بالرئاسة.

وقوبلت مجموعة من البيانات الاقتصادية الصينية، بما في ذلك أرقام النمو في الربع الثالث، باستجابة فاترة من الأسواق، على الرغم من أن التعليقات اللاحقة من البنك المركزي في البلاد والتي قدمت مزيدًا من التفاصيل حول تدابير التحفيز في بكين ساعدت في رفع الأصول الصينية على نطاق واسع.

وأظهرت بيانات يوم الخميس أن إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة فاق التوقعات الشهر الماضي، وهو ما أضاف إلى اعتقاد المستثمرين بأن أسعار الفائدة الأميركية ربما لا تحتاج إلى الانخفاض بالسرعة التي تصورها كثيرون قبل بضعة أسابيع فقط، وخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في منطقة اليورو بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الخميس، بما يتماشى مع التوقعات، في إشارة إلى تدهور النمو الاقتصادي في جميع أنحاء المنطقة.

ويتجه اليورو، الذي يتداول حول أدنى مستوياته منذ أوائل أغسطس/آب، إلى تسجيل أكبر انخفاض له في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار منذ عام 2022، منخفضا بنحو 3%، حيث يضع المتداولون الآن في الحسبان خفض أسعار الفائدة مرتين متتاليتين في اجتماعات البنك المركزي الأوروبي المقبلة، وزاد من بريق الدولار احتمال فوز ترامب في الانتخابات التي ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث يُنظر إلى سياساته الجمركية والضريبية المقترحة على أنها من المرجح أن تبقي أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة.

وارتفع اليورو 0.1% خلال اليوم إلى 1.08378 دولار، بعد أن هبط في 14 جلسة من أصل 16 جلسة الماضية، وفي سياق منفصل من المرجح أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مجددا في ديسمبر/كانون الأول ما لم تشير البيانات الاقتصادية إلى خلاف ذلك، كما أصيبت الأسواق بخيبة أمل بسبب عدم تقديم السلطات الصينية المزيد من التفاصيل بشأن خطط إنعاش الاقتصاد، ويتجه اليوان إلى أكبر انخفاض أسبوعي له في أكثر من 13 شهرا مقابل الدولار.

وارتفعت العملة الصينية بعد أن أطلق بنك الشعب الصيني رسميا مرفق مقايضة الأوراق المالية والصناديق والتأمين يوم الجمعة ومع إشارة صناع السياسات إلى إمكانية المزيد من التيسير النقدي في المستقبل إلى جانب تدابير الدعم الأخرى لدعم الاقتصاد، وجاءت هذه البيانات بعد وقت قصير من صدورها يوم الجمعة والتي أظهرت أن أرقام النمو في الصين في الربع الثالث كانت أفضل قليلاً من المتوقع، لكن الاستثمار العقاري انخفض بأكثر من 10% في الأشهر التسعة الأولى من العام. وانتعشت مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في سبتمبر.

وسجل اليوان في المعاملات الخارجية آخر مرة 7.1166، مما ترك الدولار منخفضا 0.27% خلال اليوم. وارتفع الدولار الأسترالي، الذي يستخدم عادة كبديل أكثر سيولة لليوان، 0.26% إلى 0.6713 دولار، وانخفض الدولار بنسبة 0.2% خلال اليوم مقابل الين عند 149.925، بعد أن اخترق مستوى 150 هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ أوائل أغسطس، وكان الجنيه الإسترليني من بين العملات الأقوى أداء مقابل الدولار، حيث ارتفع بنسبة 0.2% إلى 1.3037 دولار بعد أن أظهرت بيانات بريطانية أن مبيعات التجزئة نمت بأكثر من المتوقع في سبتمبر/أيلول، مما أعطى المستثمرين بعض الطمأنينة بشأن قوة الاقتصاد البريطاني.