الذهب يستكمل مسيرته التاريخية وسط حالة من عدم اليقين العالمي

صعد الذهب لليوم الخامس على التوالي يوم الاثنين، مسجلا مستوى قياسيا مرتفعا بفعل حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الأمريكية والتوترات المستمرة في الشرق الأوسط وتوقعات بخفض البنوك المركزية لأسعار الفائدة، في حين بلغت الفضة أعلى مستوى في نحو 12 عاما.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.5 بالمئة إلى 2733.50 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 2733.82 دولار في وقت سابق من اليوم. وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.7 بالمئة إلى 2748.20 دولار.

ويعتبر عدم اليقين بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية هو أحد العوامل التي تدعم الطلب على التحوط في الذهب، ومن المحتمل أن يكون العامل الآخر هو التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ويشهد السباق الرئاسي بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس منافسة شديدة في الولايات السبع المتأرجحة التي ستقرر نتيجة الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، وفي أماكن أخرى من الشرق الأوسط، فر مئات من سكان بيروت من منازلهم بينما كانت إسرائيل تستعد لمهاجمة مواقع مرتبطة بالعمليات المالية لجماعة حزب الله، ويعتبر الذهب استثمارا آمنا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية. كما تعزز أسعار الفائدة المنخفضة من جاذبية المعدن الذي لا يدر عائدا.

واستقبل المستثمرون أنباء خفض الصين أسعار الإقراض القياسية بعد خفض أسعار فائدة أخرى الشهر الماضي في إطار حزمة تدابير تحفيزية لإنعاش الاقتصاد، وتراجع الطلب على الذهب في الصين، أكبر مستهلك للمعدن الأصفر، بسبب ارتفاع الأسعار وتباطؤ الاقتصاد، ويتوقع المتداولون بنسبة 99 بالمئة أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة في نوفمبر تشرين الثاني. وخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الأسبوع الماضي.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاتين 0.3 بالمئة إلى 1016.21 دولار للأونصة ليصل إلى أعلى مستوى له منذ منتصف يوليو تموز. وزاد البلاديوم 0.3 بالمئة إلى 1076 دولارا.

وتجاوز الذهب مستوى 2700 دولار للأوقية (الأونصة)، يوم الجمعة، للمرة الأولى على الإطلاق ليواصل مكاسبه بدعم من التوقعات بزيادة تيسير السياسة النقدية والإقبال على الملاذ الآمن بسبب عدم اليقين بشأن الانتخابات الرئاسية الأميركية والصراعات في الشرق الأوسط، وصعد الذهب في المعاملات الفورية واحدا بالمئة، في جلسة الجمعة إلى 2720.25 دولار للأونصة. وزاد الذهب هذا الأسبوع حوالي 2.4 بالمئة، كما وصلت العقود الأميركية الآجلة للذهب إلى 2730 دولارا عند التسوية.

وتجاوز الذهب مستواه القياسي عدة مرات خلال العام الجاري بسبب التوتر الجيوسياسي والتوقعات بأن البنوك المركزية الكبرى ستواصل التيسير النقدي، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بأكثر من 30 بالمئة منذ بداية العام في أفضل نمو سنوي منذ 1979، وفقا لبيانات مجموعة بورصات لندن.