دويتشه بنك يعود للربحية خلال الربع الثالث من العام الحالي

ارتفعت أرباح "دويتشه بنك" بما يفوق التوقعات خلال الربع الثالث من هذا العام، بفضل نمو دخل العمولات والرسوم، بعد تسوية إجراءات تقاضي أدت إلى خسائر في الربع الثاني، وبلغ صافي الربح العائد إلى المساهمين 1.58 مليار دولار خلال الربع الثالث، مقارنة بــ 1.13 مليار دولار متوقعة. كما حققت البنك إيرادات بنحو 8.09 مليار دولار مقابل توقعات بنحو 7.9 مليار دولار .

وزاد دخل العمولات والرسوم بنسبة 5 بالمئة على أساس سنوي إلى 2.7 مليار دولار، وبلغت التدفقات الصافية عبر الخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الأصول 29.11 مليار دولار، ويأتي ذلك بعدما سجل أكبر مقرض في ألمانيا خسائر بأكثر من 154 مليون دولار في الربع الثاني، عقب تخصيص مبلغ كبير للدعاوى القضائية الخاصة بعملية إعادة شراء أسهم “بوست بنك”، وقال البنك إنه تقدم أيضاً بطلب لإعادة شراء الأسهم، وهي الخطوة التي تم تعليقها بسبب إصدارات بوستبنك.

وعدل دويتشه بنك توقعاته بشأن مخصصات خسائر الائتمان إلى 38 نقطة أساس من القروض في عام 2024، ارتفاعا من التوجيه السابق الذي كان أعلى قليلا من 30 نقطة أساس. وقال رئيس الشؤون المالية جيمس فون مولتكه إن هذا من شأنه أن يرفع المخصصات للعام بأكمله إلى نحو 1.8 مليار يورو، ارتفاعا من 1.5 مليار يورو العام الماضي، وقال فون مولتكه للصحفيين إن مشاكل التكامل في بوستبنك كانت وراء جزء من الزيادة في المخصصات لأن هذه القضايا أثرت على قدرة البنك على ملاحقة المقترضين المتخلفين عن السداد، وقال بنك RBC إن الزيادة في مخصصات خسائر القروض كانت مخيبة للآمال لكنها "تعكس البيئة المحيطة وليس شركة محددة".

وبلغ صافي الربح العائد إلى المساهمين 1.461 مليار يورو في الربع، بزيادة 42% عن العام السابق وبما يتماشى مع التوقعات. وسجلت الشركة خسارة قدرها 143 مليون يورو في الربع الثاني، وتزعم الدعاوى القضائية المرفوعة من بوستبنك ــ والتي تتحرك عبر المحاكم منذ سنوات ــ أن البنك دفع أقل من المبلغ المدفوع في عملية الاستحواذ على بوستبنك، وأصدرت محكمة كولونيا يوم الأربعاء حكما ضد دويتشه بنك لصالح بعض المستثمرين. وقال دويتشه إنه سيحلل الحكم ولكنه يعتبر نفسه محميًا بشكل كامل من أي ضرر مالي.

وكان أداء دويتشه بنك الاستثمار هو الأفضل في الربع، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 11% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يفوق التوقعات بتحقيق مكاسب بنسبة 6.5% ويعكس الربع الثالث القوي لدى منافسيه مثل جي بي مورجان وجولدمان ساكس، ولكن الإيرادات في القسمين الكبيرين الآخرين في دويتشه كانت فاترة، وكانت الإيرادات في قسم التجزئة، الذي يضم بوست بنك، مستقرة، بما يتماشى مع التوقعات. وفي قسم الخدمات المصرفية للشركات، انخفضت الإيرادات بنسبة 3%، بينما توقع المحللون زيادة تقل قليلاً عن 1%، وقد استفادت كلتا القسمين من ارتفاع أسعار الفائدة، وهي المكاسب التي من المتوقع أن تتضاءل مع قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة.

ويعد دويتشه بنك أحد البنوك الأوروبية الكبرى التي أعلنت عن نتائجها هذا الأسبوع والأسبوع المقبل. ومن المتوقع أن يواصل القطاع تحقيق الربحية، مع تعويض النشاط القوي في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية عن الضغط على الهوامش وضعف الطلب على القروض.