الجنيه الإسترليني يعوض خسائره قبل قرار بنك إنجلترا
الجنيه الإسترليني يعوض خسائره قبل قرار بنك إنجلترا
ارتفع الجنيه الاسترليني يوم الخميس قبل قرار بنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة، على الرغم من أن التعاملات لا تزال تهيمن عليها في الأغلب أصداء فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي غذى صعودا كبيرا للدولار، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة في هذا الاجتماع، على الرغم من أن ما سيحدث بعد ذلك أقل وضوحا، بعد ميزانية الأسبوع الماضي المرتفعة الضرائب والإنفاق المرتفع والتي يراها خبراء الاقتصاد تضخمية.
وارتفع الجنيه الاسترليني في أحدث تعاملات 0.46 بالمئة إلى 1.2939 دولار، بعد أن سجل أكبر انخفاض يومي له مقابل الدولار منذ مارس آذار 2023 في اليوم السابق، عقب فوز ترامب الواضح على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، وهو ما دفع المستثمرين إلى الإقبال على الأصول الأميركية التي من المرجح أن تستفيد من أجندة الجمهوريين "أميركا أولا".
وفي المملكة المتحدة، تعرض الجنيه الإسترليني والسندات البريطانية لانتقادات شديدة الأسبوع الماضي بعد أن قدمت وزيرة المالية راشيل ريفز أول ميزانية لها، والتي تضمنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني (51.74 مليار دولار)، فضلاً عن زيادة في الإنفاق بنحو 70 مليار جنيه إسترليني في السنوات الخمس المقبلة.
ويعتقد مكتب مسؤولية الميزانية، الجهة الرسمية المسؤولة عن التنبؤ بالميزانية في بريطانيا، أن النمو وكذلك التضخم سوف يرتفعان بسرعة أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار المستهلك بنسبة 2,6% في عام 2025، وفقا لتوقعات مكتب مسؤولية الموازنة، وهو ما يفوق بشكل كبير هدف بنك إنجلترا البالغ 2%، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الميزانية.
وكان توقع مكتب مسؤولية الموازنة أحد الأسباب الرئيسية وراء تراجع المستثمرين عن رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة بشكل متكرر في العام المقبل، ولقد ثبت أن التضخم في بريطانيا أكثر ثباتاً من التضخم في الاقتصادات الأخرى، حيث أظهر نمو الأجور وأسعار قطاع الخدمات مرونة خاصة.
وتظهر أسواق المال حاليا أن المتداولين يضعون في الحسبان خفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية خلال الاجتماعات الثلاثة المقبلة، بما يتماشى مع توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي، ولكن أقل من النقطة المئوية الكاملة تقريبا من البنك المركزي الأوروبي خلال اجتماعاته الثلاثة المقبلة، بدورها قالت أنتي برايفكي، الاستراتيجية في كومرتس بنك: "بالنسبة للجنيه الإسترليني، هناك خطر خاص يتمثل في أن يُنظر إلى بنك إنجلترا على أنه أكثر تيسيراً من ذي قبل"، وأضافت أن "التوقعات الجديدة وأية مؤشرات لخفض أسعار الفائدة في المستقبل من المرجح أن تكون أكثر إثارة للاهتمام".
ولقد كان بقاء أسعار الفائدة في المملكة المتحدة أعلى لفترة أطول ثم انخفاضها بشكل أبطأ من أي مكان آخر أحد المحركات الرئيسية لقوة الجنيه الإسترليني هذا العام.