اليورو يعمق خسائره لأدنى مستوى فى 5 أشهر بسبب مقترحات ترامب

سجل اليورو أدنى مستوى في أربعة أشهر ونصف الشهر مقابل الدولار الأمريكي مع قلق المستثمرين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة التي قد تضر باقتصاد منطقة اليورو، واقترب الدولار الأمريكي من المستويات التي سجلها مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية مقابل العملات الرئيسية مع تركيز الأسواق على البيانات ومتحدثي مجلس الاحتياطي الفيدرالي وانتظار الوضوح بشأن السياسة الأمريكية المستقبلية.

ويتوقع المحللون أن تؤدي الإجراءات التي يتخذها الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى الضغط على التضخم وعوائد السندات في حين تحد من نطاق بنك الاحتياطي الفيدرالي لتخفيف السياسة، ومع ذلك، فإنهم يرون المستثمرين يتداولون استناداً إلى البيانات الاقتصادية والمؤشرات حول توقعات أسعار الفائدة قبل رؤية ما ستكون عليه سياسات ترامب فعلياً في الممارسة العملية.

وأشار المشاركون في السوق إلى أن حساسية اليورو تجاه تهديد فرض رسوم جمركية أعلى على الواردات من الولايات المتحدة كانت واضحة في أواخر يوم الجمعة، عندما ذكرت وسائل الإعلام أن ترامب كان يستعد لتعيين روبرت لايتهايزر، الذي يُنظر إليه على أنه صقر في التجارة، لإدارة سياسته التجارية، لكن مصدرين مطلعين على الأمر قالا إن ترامب لم يطلب من لايتيزر العودة إلى الوكالة التي تشرف على سياسة التجارة، وانخفضت العملة الموحدة 0.3 بالمئة إلى 1.0685 دولار، بعد أن سجلت 1.0679 دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ أواخر يونيو حزيران.

وارتفع مؤشر الدولار 0.3% إلى 105.32. وفي الأسبوع الماضي، قفز بأكثر من 1.5% إلى 105.44، وهو أعلى مستوى له منذ أوائل يوليو/تموز، بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية فوز ترامب، وقد استعاد الدولار مكاسبه بنسبة 0.8% مقابل الين ليصل إلى 153.82، بعد أن تراجع عن أعلى مستوى سجله الأسبوع الماضي عند 154.70 بسبب خطر التدخل الياباني، وفي السادس من نوفمبر/تشرين الثاني، بلغ الدولار 154.68، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو/تموز.

وأظهر ملخص الآراء التي أفرزها اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان في أكتوبر/تشرين الأول أن بعض الأعضاء غير متأكدين من موعد رفع أسعار الفائدة. ولن يصبح القرار أسهل في ظل حالة عدم اليقين السياسي حيث يتعين على المشرعين اليابانيين أن يقرروا يوم الاثنين ما إذا كان رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا سيظل زعيما بعد أن خسر ائتلافه الأغلبية البرلمانية في أواخر الشهر الماضي، ستكون توقعات أسعار الفائدة حاسمة بالنسبة للدولار في المستقبل القريب، في حين تعمل جميع البنوك المركزية الكبرى على تخفيف سياستها النقدية، من المقرر أن تصدر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة يوم الخميس، ومن المتوقع أن تؤدي قراءة أساسية أعلى من 0.3% إلى تقليص فرص تخفيف بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في ديسمبر/كانون الأول.

وتتوقع سيتي جروب أن تظل أسعار الفائدة الأميركية قريبة من مستوياتها الحالية في الأمد القريب، حيث تجد السوق نفسها محاصرة بين توقعات بتغييرات سياسية كبيرة في عام 2025 ودورة التيسير التي تحركها البيانات القريبة الأجل، وظلت السياسة تشكل عائقا في أوروبا مع إعلان المستشار الألماني أولاف شولتز أنه سيكون على استعداد للدعوة إلى تصويت الثقة قبل عيد الميلاد، مما يمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة، وقال محللون إن خطر التغيرات السياسية في ألمانيا والتي قد تؤدي إلى سياسة مالية أكثر مرونة يتزايد العام المقبل.

وقد أدى خيبة الأمل إزاء الحزمة الأخيرة إلى انخفاض الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي يوم الجمعة، حيث أن كلا البلدين من كبار المصدرين إلى الصين، بلغ الدولار الأميركي مقابل اليوان الخارجي أعلى مستوى له منذ أوائل أغسطس/آب عند 7.2131، مرتفعا 0.25%، بعد أن قفز 0.70% يوم الجمعة بعد انخفاضه 0.75% في اليوم السابق، وفي ضوء الخلفية القاتمة في الصين، أظهرت البيانات الصادرة خلال عطلة نهاية الأسبوع أن أسعار المستهلك ارتفعت بأبطأ وتيرة في أربعة أشهر في أكتوبر/تشرين الأول، في حين تعمق انكماش أسعار المنتجين.