سوفت بنك وإنفيديا تختبران أول شبكة اتصالات في العالم مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتقنيات 5G
سوفت بنك وإنفيديا تختبران أول شبكة اتصالات في العالم مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتقنيات 5G
قالت صانعة الرقائق الأمريكية "إنفيديا" إن مجموعة "سوفت بنك" اليابانية اختبرت أول شبكة اتصالات على مستوى العالم مدعومة بتقنيات الجيل الخامس (5G) وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وأوضحت "إنفيديا" في بيان عبر موقعها الإلكتروني، أن عملية الاختبار أجريت بنجاح، وأنها اعتمدت على منصة الحوسبة السريعة "إنفيديا إيه آي إريال".
وستصبح "سوفت بنك غروب" أول من يصنع حاسوباً فائقاً برقائق تعتمد على تصميم "بلاكويل" (Blackwell) الجديد من "إنفيديا"، ما يعد دليلاً على طموحات المجموعة اليابانية في اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي، وتعتزم وحدة الاتصالات في "سوفت بنك" تصنيع أقوى حاسوب فائق للذكاء الاصطناعي من حيث الأداء في اليابان لدعم مجموعة كبيرة من الخدمات المحلية، بحسب تصريحات الشركتين، وسيعتمد هذا الحاسوب على منتج "دي جي إكس بي 200" (DGX B200)، الذي يجمع بين معالجات الحاسوب وما يطلق عليها مسرعات الذكاء الاصطناعي، فيما ستضم المرحلة التالية إصدار "غريس بلاكويل" الأكثر تطوراً.
عوضت أسهم "سوفت بنك"، ثالث أكبر شركة اتصالات لاسلكية في اليابان، خسائرها وارتفعت 1.5% الأربعاء، بينما انخفض سعر سهم "سوفت بنك غروب"، التي تضم فرق الاستثمار في المجموعة، بنحو 3.3%، وأصبحت رقائق "إنفيديا" سلعة مميزة لأكبر شركات التكنولوجيا في العالم، التي تستخدم هذه المكونات في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها. وتتطلب هذه العملية تزويد البرنامج بكمية هائلة من البيانات، وهو أمر تتميز رقائق المسرعات في التعامل معه ببراعة، ويشير البيان إلى أن "سوفت بنك"، التي امتلكت نسبة 4.9% من أسهم "إنفيديا" حتى مطلع 2019، قد أمنت لنفسها موقعاً مميزاً بين الساعين للحصول على الرقائق. وأشار مؤسس "سوفت بنك"، ماسايوشي صن، إلى استعداده لبذل كل ما في وسعه في الرهانات على الذكاء الاصطناعي، وأعلنت الشركة الثلاثاء عودتها إلى الربحية بدعم ارتفاع تقييمات شركات التكنولوجيا.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جنسن هوانغ، أعلن عن منتج "بلاكويل" الجديد في وقت سابق من العام الجاري، غير أن طرحه تأخر بسبب عقبات في الإنتاج. ورغم إشارة هوانغ إلى وفرة الإمدادات فور زيادة التصنيع، يتلهف العملاء للحصول على أولى الرقائق الجديدة، وانضم صن إلى هوانغ على خشبة المسرح خلال مؤتمر "إنفيديا" للذكاء الاصطناعي الذي أقيم في طوكيو الأربعاء، وعند تذكيره بحصة "سوفت بنك" السابقة في "إنفيديا"- والتي كانت ستبلغ قيمتها نحو 178 مليار دولار حالياً- شعر صن بالحرج، ثم احتضن هوانغ بشدة.
وتجوب "إنفيديا" أنحاء العالم لاستضافة هذا النوع من المؤتمرات، مروجة لما تطلق عليها اسم "الثورة الصناعية الجديدة". وتهدف المؤتمرات التي أقيمت في الهند، وحالياً في اليابان، إلى توسعة نطاق استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتعزيز الجهود الوطنية، وتقليل اعتماد الشركة على عدد قليل من العملاء الأميركيين الكبار، وفضلاً عن الحاسوب الجديد والتخطيط لصنع آخر، تعتزم "سوفت بنك"، وحدة الاتصالات في المجموعة، استخدام معدات "إنفيديا" لتوفير خدمات الذكاء الاصطناعي عبر شبكات الهاتف، حيث لا تتناسب الأجهزة التقليدية، المعتمدة على الرقائق العادية المصممة لزيادة سرعة نقل البيانات عبر الهاتف، مع خدمات الذكاء الاصطناعي الجديدة.
وقال هوانغ: "ما سينتج عن ذلك هو شبكة ذكاء اصطناعي تنتشر في جميع أنحاء اليابان"، وأن هذا سيحول شبكة الاتصالات إلى شبكة ذكاء اصطناعي. وأضاف أن شبكات الوصول اللاسلكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي الجديدة (AI-RANs)، ستكون أكثر ملاءمة في دعم الروبوتات والسيارات ذاتية القيادة عن بعد، وتشغيل خدمات أخرى، كما سيحتاج تشغيلها إلى كمية أقل من الكهرباء، تعتزم وحدة الاتصالات، التي تشغل ثالث أكبر شبكة اتصالات لاسلكية في البلاد، التشغيل التجريبي للشبكة بالتعاون مع شريكتيها، "فوجيتسو" (Fujitsu)، و"ريد هات" (Red Hat) التابعة لشركة "آي بي إم".
رغم انتقاده المتكرر للحكومة والشركات اليابانية لبطئهما في تبني التقنيات الجديدة، أشار صن إلى أن اليابان تقف على أعتاب التغيير، وهذه المرة لن تعيق الحكومة تطوير الذكاء الاصطناعي، وقال لهوانغ: "لكن يجب عليهم تقديم مزيد من الدعم. كما تقول، هذه نقطة البداية الجديدة، هذه لحظة اللحاق بركب هذه الطفرة، ولا يمكن أن نفوتها هذه المرة".