الأكثر تكلفة في تاريخ أميركا.. كم بلغت الخسائر الاقتصادية لحرائق لوس أنجلوس؟

تسببت الحرائق المستعرة في جنوب كاليفورنيا في دمار واسع النطاق في منطقة لطالما كانت تدرك مدى تعرضها للكوارث الطبيعية، الحرائق التي بدأت يوم الثلاثاء 7 يناير كانون الثاني، أدت إلى وفاة ما لا يقل عن 16 شخصاً وتدمير أكثر من 12 ألف مبنى، مما أتى على أحياء بأكملها كانت تضم عقارات بملايين الدولارات، وعلى الرغم من صعوبة تحديد الخسائر المالية بدقة في هذه المرحلة المبكرة، تشير التقديرات إلى أن هذه الحرائق قد تكون الأعلى تكلفة في تاريخ البلاد.

وفقاً لتقديرات أولية من شركة AccuWeather، تتراوح الأضرار والخسائر الاقتصادية بين 135 مليار و150 مليار دولار حتى الآن،  وعلى سبيل المقارنة، قدرت الشركة نفسها خسائر إعصار "هيلين" الذي اجتاح ست ولايات في جنوب شرق الولايات المتحدة العام الماضي بين 225 مليار و250 مليار دولار، وقال جوناثان بورتر، كبير خبراء الأرصاد الجوية في الشركة الخاصة خلال حديث صحفي: «سيكون هذا الحريق الأكثر تكلفة في تاريخ كاليفورنيا الحديث، ومن المرجح أيضاً أن يكون الحريق الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، نظراً لوقوع الحرائق في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية حول لوس أنجلوس، التي تضم بعضاً من أغلى العقارات في البلاد».

وتأخذ شركة أكيوويذر في اعتبارها مجموعة من العوامل في تقديراتها، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالمنازل، والأعمال التجارية، والبنية التحتية، والمركبات، إلى جانب تكاليف الرعاية الصحية الفورية وطويلة الأجل، والأجور المفقودة، وتعطل سلاسل التوريد، كما صرحت شركة الوساطة التأمينية "إيون بي إل سي" يوم الجمعة بأن حرائق الغابات في مقاطعة لوس أنجلوس قد تكون الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، على الرغم من أنها لم تصدر تقديراً محدداً. وتعتبر الشركة أن حريق "كامب فاير" في باراديس، كاليفورنيا، عام 2018 هو الأكثر تكلفة حتى الآن، حيث بلغت خسائره 12.5 مليار دولار بعد تعديلها للتضخم. وقد تسبب ذلك الحريق في مقتل 85 شخصاً وتدمير حوالي 11 ألف منزل.

أما حرائق مقاطعة لوس أنجلوس، التي أججتها رياح سانتا آنا العاتية التي تصل إلى قوة الإعصار والجفاف الشديد، فلا تزال إلى حد كبير خارجة عن السيطرة. وهذا يعني أن الحصيلة النهائية للخسائر الناتجة عن هذه الحرائق قد ترتفع، وربما بشكل كبير، لتوضيح حجم الخسائر، قال "جوناثان بورتر" من أكيوويذر إن الأضرار والخسائر الاقتصادية الناتجة عن هذه الكارثة من حرائق الغابات قد تصل إلى ما يقارب 4% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي لولاية كاليفورنيا.

وفي تقرير نشرته وكالة "موديز" يوم الجمعة، خلصت الوكالة إلى أن حرائق الغابات ستكون الأغلى تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، خاصة بسبب تأثيرها على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والمنازل الفاخرة، ورغم أن الولاية ليست غريبة عن حرائق الغابات الكبرى، إلا أن الحرائق السابقة كانت عادة تتركز في المناطق الداخلية التي لا توجد بها كثافة سكانية كبيرة. وقد أدى ذلك إلى أقل تدمير لكل فدان، وأضرار في المنازل الأقل تكلفة، كما أشار تقرير موديز، لكن الوضع مختلف تماماً هذه المرة، حيث دمرت واحدة من أكبر الحرائق آلاف المنازل في منطقة "بايسيفيك باليسيدز" و"ماليبو"، التي تعد موطناً للعديد من نجوم هوليوود والمديرين التنفيذيين الذين يمتلكون ممتلكات بقيمة ملايين الدولارات. بالفعل، فقد العديد من المشاهير منازلهم بسبب الحرائق، وقال محللو "موديز" في التقرير: "إن حجم وشدة الحرائق، مع الانتشار الجغرافي لها، يشيران إلى تكلفة باهظة، سواء من حيث التكلفة البشرية أو الاقتصادية". ولم يتضمن التقرير تقديراً أولياً لخسائر الحرائق، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن يكون من الممكن حساب الخسائر المالية بشكل دقيق.