المعدن الأصفر.. سنة ذهبية وآفاق محتملة 

.

المعدن الأصفر.. سنة ذهبية وآفاق محتملة 

حافظ الذهب على مكانته كأقدم وأهم الملاذات الأمنة على مر التاريخ خلال العام الماضي، حيث شهدت أسعاره ارتفاعات هي الأكبر منذ 14 عاماً ليكون المعدن النفيس العام الفائت واحداً من أهم الأصول أداءً خلال 2024.. وبلغة الأرقام بدأ الذهب السنة الماضية عند 2062 دولار وأنهى العام عند 2624 دولار، محققاً نمواً بنسبة 27.5%، هذا الارتفاع جاء مدعوماً بمزيج قوي من تخفيضات البنوك المركزية لأسعار الفائدة واستمرار المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، هذا إلى جانب التأثير المحتمل للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على تدفقات التجارة والتضخم والاقتصاد العالمي.. هذه العوامل مجتمعة ويضاف إليها عوامل أخرى توحي أن العام الحالي يحمل في طياته توقعات مثيرة للمعدن الأصفر ليس فقط كملاذ آمن للاستثمار بل أيضا مؤشراً حيوياً على صحة الاقتصاد ومستقبله.

توقعات أسعار الذهب 2025:
أتوقع استمرار ارتفاع أسعار الذهب في عام 2025، وإن كان بوتيرة أبطأ مقارنة بالعام السابق، وقد يصل متوسط سعر الذهب إلى حوالي 2,795 دولاراً للأونصة، بزيادة تقارب 7% عن الأسعار الحالية، وأرى  أيضاً أنه قد يتراوح متوسط سعر الذهب بين 2,700 و3,000 دولار للأونصة، مع احتمال تسجيل مستويات قياسية جديدة إذا استمرت الظروف العالمية في خلق بيئة داعمة للملاذات الآمنة، فمع بقاء التضخم مرتفعاً، وضعف الدولار الأمريكي في بعض السيناريوهات، قد يُنظر إلى الذهب كخيار استثماري مميز للمحافظة على الثروات في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، وفي المقابل يتفاءل استراتيجيو بنوك وول ستريت بشأن أداء الذهب في العام الجديد، إذ يتوقع بنك أوف أميركا وجيه بي مورغان أن تصل السبائك إلى 3 آلاف دولار بحلول نهاية العام، بينما تتوقع مجموعة يو بي إس غروب إيه جي 2900 دولار، أما بالنسبة لمجموعة غولدمان ساكس فقد خفضت توقعاتها الصعودية، لكنها لا تزال تتوقع أن تصل الأسعار إلى 3 آلاف دولار بحلول منتصف عام 2026.

ومن جهة أخرى هناك بعض الآراء التي تتبنى نظرة أكثر تحفظاً بخصوص أسعار الذهب في عام 2025، كوجهة نظر كيفن شهنازاري، مؤسس ومدير شركة "FinlyWealth"، حيث توقع أن تظل أسعار الذهب مستقرة في حال استقرت أسعار الفائدة وتراجع التضخم إلى حوالي 2%، ولتحقيق هذا السيناريو، يجب أن تتوفر عدة شروط: استقرار الدولار الأمريكي، سلاسة سلاسل التوريد دونن اضطرابات، وهدوء التوترات الجيوسياسية. في هذه الحالة، قد يحافظ الذهب على قيمته دون تقلبات كبيرة، وفي الوقت نفسه حذر شهنازاري من أن قوة غير متوقعة للدولار مصحوبة بارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية قد تضغط على أسعار الذهب، وفي حال انخفضت الأسعار إلى ما دون مستويات الدعم الفني الرئيسية، فقد يؤدي ذلك إلى بيع تلقائي من قبل المتداولين الذين يتبعون أنماط الرسوم البيانية، مما قد يؤدي إلى ضعف مستمر طوال العام.

وفي هذا السياق، تبرز ثلاثة سيناريوهات رئيسية لتوقعات أسعار الذهب خلال العام المقبل:

 السيناريو الإيجابي: إذا استمرت مشتريات البنوك المركزية وزادت التوترات السياسية، قد يتجاوز الذهب حاجز 3,000 دولار.

 السيناريو المتوسط: بقاء العوامل الحالية على حالها دون تغيرات كبيرة، ما يدفع الأسعار للاستقرار عند نطاق 2,800 إلى 2,900 دولار.

السيناريو السلبي: إذا هدأت التوترات الاقتصادية والجيوسياسية بشكل غير متوقع، قد نشهد عودة الأسعار إلى مستويات أقل، بين 2,500 و2,600 دولار.

عوامل قد تؤثر على أسعار الذهب في 2025
1_ مشتريات البنوك المركزية: تواصل البنوك المركزية، خاصة في الأسواق الناشئة، زيادة احتياطياتها من الذهب كوسيلة لتنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار. هذا التوجه يعزز الطلب على الذهب ويدعم أسعاره. 


2_ السياسات النقدية الأمريكية: من المتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال عام 2025، مما قد يزيد من جاذبية الذهب كأصل استثماري غير مدر للعائد. 


3_التوترات الجيوسياسية: الصراعات المستمرة في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا تساهم في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن. 


4_ السياسات المالية الأمريكية: من المتوقع أن تؤدي السياسات المالية والجمركية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، مثل زيادة الإنفاق الحكومي، إلى تعزيز أسعار الذهب

5_ مفاجآت السوق: أحداث غير متوقعة، مثل هجمات سيبرانية كبيرة تدفع الأسعار إلى الارتفاع، في حين قد تؤدي تطورات تقنيات التعدين إلى زيادة العرض وخفض الأسعار.

وبالنظر إلى جميع العوامل المذكورة، شخصياً أتوقع أن يستمر المعدن النفيس في تحقيق مكاسب خلال عام 2025، مع احتمالية وصوله إلى مستويات تتراوح بين 2,795 دولارًا و3,000 دولار للأونصة، ومع ذلك، تبقى هذه التوقعات عرضة للتغيير بناءً على التطورات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.

بقلم المحلل المالي والتقني عبد الرحمن الأصفر

2025-01-20
إخلاء المسؤولية عن المخاطر

ينطوي تداول العملات الأجنبية ومؤشرات الأسهم والاسهم والأدوات المالية عموما على درجة عالية من المخاطرة وقد لا يكون مناسبا لجميع المتداولين والمستثمرين لذلك يجب عليك أن تفكر بعناية في أهدافك الاستثمارية ومستوى خبرتك ورغبتك في المخاطرة فاحتمالية ان تتكبد خسارة في بعض أو كل اموالك موجودة وبالتالي يجب ألا تستثمر أموالا لا يمكنك تحمل خسارتها ويجب أن تكون على دراية بجميع المخاطر المرتبطة بالتداول والاستثمار في البورصات العالمية وعلى المنصات الالكترونية ومخاطر الأسواق العالمية.

جميع الحقوق محفوظة للأكاديمية العربية للأعمال 2023