النفط يتراجع بشكل طفيف مع تصاعد التوترات التجارية العالمية

انخفضت أسعار النفط قليلا يوم الخميس مع تقييم الأسواق لتأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السيارات في وقت تزايدت فيه المخاوف بشأن الإمدادات العالمية بسبب التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الفنزويلي والعقوبات على عملاء النفط الإيراني.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 22 سنتًا، أي ما يعادل 0.3%، لتصل إلى 73.57 دولارًا للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 23 سنتًا، أي ما يعادل 0.3%، لتصل إلى 69.42 دولارًا. وكان كلا الخامين القياسيين قد ارتفعا في بداية التعاملات الآسيوية.

وارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء بنحو 1% بفضل بيانات حكومية أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام والوقود في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وتهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على الدول التي تشتري النفط الخام الفنزويلي، ويبدو أن الاتجاه الصعودي الأخير (للأسعار) يأخذ في الاعتبار الضجيج المحيط بالرسوم الجمركية المفروضة على مشتري النفط الفنزويلي. وقد أكدنا أن سياسات ترامب تجاه إيران وفنزويلا تُشكل أكبر خطر على ارتفاع أسعار النفط، لذا فإن هذا الخطر يظهر جزئيًا حاليًا، وفقًا لسوفرو ساركار، رئيس فريق قطاع الطاقة في بنك دي بي إس.

 وقالت مصادر يوم الأربعاء إن شركة النفط الوطنية الإيرانية، المشغلة لأكبر مجمع للتكرير في العالم، ستوقف استيراد النفط الفنزويلي بعد الإعلان عن الرسوم الجمركية، لكن ساركار قال إن دي بي إس لا يرى أن الأسعار ستعود إلى المستويات الأعلى التي شوهدت في أوائل عام 2025 لأن المخاوف بشأن الطلب الناجمة عن "عدم اليقين بشأن السياسة الأمريكية وحروب التعريفات الجمركية ستعود لتطارد السوق في مرحلة ما مرة أخرى"، وقال بعض المحللين إن المخاوف بشأن زيادة إمدادات أوبك+ في مايو/أيار ربما تؤثر على السوق قليلا.

من وجهة نظر التحليل الفني، فإن مقاومة السعر الرئيسية التي يجب مراقبتها على خام غرب تكساس الوسيط ستكون بين 73.50 و74.00 دولار للبرميل، ومتوسط التحرك لمدة 200 يوم، حيث قد يتوقف الضغط الصعودي نظرًا لأن أوبك+ لا تزال تتطلع إلى زيادة الإنتاج في مايو، وفقًا لما قاله كبير محللي السوق في OANDA كيلفن وونغ، وأضاف أن بيانات مؤشر مديري المشتريات في الصين من المرجح أن تكون محور الاهتمام للتأثير على أسعار النفط في الأسبوع المقبل.

وكان التجار والمستثمرون يُقيّمون أيضًا تأثير إعلان ترامب الأخير عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة بدءًا من الأسبوع المقبل على الطلب على النفط. ورأوا أن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار السيارات، مما قد يؤثر على الطلب على النفط، ولكنه قد يُبطئ أيضًا التحول إلى السيارات الصديقة للبيئة، وقال توني سيكامور، محلل السوق في آي جي: "إن الأخبار حول الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السيارات قد تتحول في الواقع إلى أمر إيجابي صاف للنفط الخام لأن ارتفاع أسعار السيارات الجديدة بسبب الرسوم الجمركية يعني أنها ستبطئ التحول إلى نماذج أحدث وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود".