الدولار يقترب من أدنى مستوى في ثلاث سنوات.. والاسترليني يصل إلى أعلى مستوى في 7 أشهر

الدولار يقترب من أدنى مستوى في ثلاث سنوات.. والاسترليني يصل إلى أعلى مستوى في 7 أشهر
سجل الدولار أدنى مستوى جديد مقابل الين وحوم حول أدنى مستوياته في عدة سنوات مقابل اليورو والفرنك السويسري يوم الثلاثاء مع إثارة هجمات الرئيس دونالد ترامب على مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) المخاوف بشأن استقلال البنك المركزي.
وقال محللون إن الدولار أصبح في حالة هشة بشكل خاص وسط مخاوف السوق بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأميركية، والتي قد تؤدي إلى إشعال حرب تجارية عالمية، وتهدد الشكوك حول استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي قيمة الدولار كعملة احتياطية، حيث أشار بعض المحللين إلى عمليات سحب محتملة ما يعتبره الكثيرون تعرضا مفرطا للأصول الأميركية، وتسارعت وتيرة خسائر العملة الأميركية بعد أن قال رئيس الوزراء التايلاندي إن المفاوضات التجارية مع واشنطن - والتي كان من المقرر أن تبدأ يوم الأربعاء - سيتم تأجيلها.
صعد ترامب انتقاداته لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الاثنين، ووصفه بأنه "خاسر كبير" وطالبه بخفض أسعار الفائدة "الآن" أو المخاطرة بتباطؤ اقتصادي، وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت يوم الجمعة إن الرئيس وفريقه يواصلون دراسة ما إذا كان بإمكانهم إقالة باول، بعد يوم من تصريح ترامب بأن إقالته "لا يمكن أن تأتي بالسرعة الكافية"، ويأتي هجوم ترامب بعد أن قال باول الأسبوع الماضي إن البنك المركزي يستطيع أن يتحلى بالصبر في الحكم على كيفية تحديد السياسة، وأنه لا ينبغي خفض أسعار الفائدة حتى يتضح بشكل أكبر أن الرسوم الجمركية الأميركية لن تؤدي إلى تأجيج التضخم المرتفع بشكل مستمر.
وقال فرانسيسكو بيسول، الخبير الاستراتيجي في آي إن جي: "السيناريو الأسوأ الحالي للدولار هو أن يستسلم باول ويقرر خفض أسعار الفائدة على وجه السرعة، على الرغم من أن هذا يظل حدثا منخفض الاحتمال"، وتابع "إن إقالة باول من منصبه أو استقالته من شأنه أن يكون له تأثيرات مماثلة على السوق"، رفع بنك باركليز توقعاته لسعر صرف اليورو مقابل الدولار إلى 1.15 دولار استناداً إلى تقييم إقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باعتباره حدثاً منخفض الاحتمال، لكنه زعم أن المزيد من المراجعات قد تكون ضرورية قريباً في حال تصاعد الوضع، واتهمت الصين واشنطن يوم الاثنين بإساءة استخدام الرسوم الجمركية وحذرت الدول من إبرام اتفاق اقتصادي أوسع مع الولايات المتحدة على حسابها، مما أدى إلى تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وانخفض الدولار 0.35% إلى 140.40 ين، بعد أن هبط دون المستوى النفسي 140 للمرة الأولى منذ منتصف سبتمبر، وارتفع الدولار 0.18% إلى 0.8103 فرنك سويسري، وهو مستوى غير بعيد عن أدنى مستوى في عقد من الزمان عند 0.8042 الذي سجله في الجلسة السابقة، وانخفض اليورو 0.12 بالمئة إلى 1.1498 دولار، بعد أن قفز إلى 1.1573 دولار يوم الاثنين للمرة الأولى منذ نوفمبر تشرين الثاني 2021، وانخفضت العملة الموحدة بعد اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي يوم الخميس مع زيادة المستثمرين رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة في المستقبل، حيث توقعوا 65 نقطة أساس من التيسير النقدي بحلول نهاية العام من 55 نقطة أساس قبل بيان البنك المركزي الأوروبي، حتى الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر ارتفع إلى أعلى مستوى له في أربعة أشهر عند 0.64385 دولار، واستقر مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، على نطاق واسع عند 98.33، بعد أن انخفض إلى أدنى مستوى له عند 97.923 في الجلسة السابقة، وهو مستوى لم نشهده منذ مارس/آذار 2022.
بدوره سجل الجنيه الاسترليني أعلى مستوى في سبعة أشهر مقابل الدولار يوم الثلاثاء مع ضعف العملة الأمريكية، وارتفع الجنيه الاسترليني 0.01 بالمئة إلى 1.3380 دولار بعد أن سجل 1.3423 دولار وهو أعلى مستوى له منذ 26 سبتمبر أيلول، بينما انخفض الجنيه الإسترليني مقابل اليورو لكنه ظل بعيداً عن أدنى مستوى في خمسة أشهر الذي بلغه قبل أسبوعين، حيث استفادت العملة الموحدة من عمليات بيع الإدارة الأميركية للأصول الأميركية في أعقاب الإعلانات السياسية الأخيرة.