الدولار يتخلى عن مكاسبه الأخيرة.. والين يعاود الصعود بعد يومين من الخسائر

الدولار يتخلى عن مكاسبه الأخيرة.. والين يعاود الصعود بعد يومين من الخسائر
تراجع الدولار الأمريكي يوم الخميس متخليا عن بعض المكاسب الكبيرة التي حققها في اليوم السابق بعد أن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديداته بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وبدا أنه خفف موقفه تجاه الصين.
وكان الدولار قد تلقى دفعةً إضافيةً عندما صرّح وزير الخزانة سكوت بيسنت، قبيل محادثاته مع نظيره الياباني، بأن الولايات المتحدة لا تُفكّر في تحديد سعر صرفٍ مُحدّد للعملة، كما صرّح بيسنت بأنّ الحظر الفعليّ الحاليّ على التجارة الأمريكية الصينية غير مُستدام، مُحذّرًا في الوقت نفسه من أنّ الولايات المتحدة لن تُبادر بخفض رسومها الجمركية على السلع الصينية بنسبةٍ تتجاوز 100%، وتعافى الدولار من أدنى مستوى في ثلاثة أعوام ونصف العام عند 1.1572 دولار لليورو، لكنه ظل تحت ضغوط مع تسارع وتيرة التداول في أوروبا، حيث ارتفعت العملة الموحدة 0.5 بالمئة إلى 1.1368 دولار.
وقال فرانشيسكو بيسول، استراتيجي العملات في بنك آي إن جي، في مذكرة للعملاء: "من الواضح الآن أنه لا توجد عملة أخرى حساسة لعناوين التجارة مثل الدولار"، وقال "لا نزال نعتقد أن ميزان المخاطر لا يزال يميل إلى الجانب السلبي بالنسبة للدولار الأمريكي في الأمد القريب، لكننا لا نتوقع تكرار حركة البيع أحادية الاتجاه للدولار التي شهدناها في الآونة الأخيرة"، مع ذلك، يبقى زوج اليورو/الدولار الأمريكي مرتبطًا بشكل شبه كامل بتحركات الدولار الأمريكي. ويظل من الممكن تسجيل ارتفاع جديد فوق مستوى 1.15 دولار أمريكي إذا عادت المخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي إلى الواجهة.
وانزعج المستثمرون خلال الأيام القليلة الماضية عندما شن ترامب سلسلة من الهجمات اللفظية على رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بسبب تردده في خفض أسعار الفائدة حتى تبرر البيانات مثل هذه الخطوة، وكان تراجع المستثمرين عن الدولار كبيرا لدرجة أنه يتجه حاليا لتسجيل أسوأ بداية له هذا العام مقابل سلة من العملات منذ سبعينيات القرن الماضي، وفقا لبيانات بورصة لندن للأوراق المالية.
وارتفع الفرنك السويسري، الذي يتداول قرب أعلى مستوى له مقابل الدولار في أكثر من عقد بفضل تدفقات كبيرة من الملاذ الآمن هذا الشهر، مما ترك العملة الأميركية منخفضة 0.5% خلال اليوم عند 0.8268 فرنك، وارتفع الين الياباني بالسوق الأسيوية يوم الخميس مقابل سلة من العملات الرئيسية و الثانوية، ليستأنف مكاسبه التي توقفت على مدار يومين مقابل الدولار الأمريكي، مع تجدد ملحوظ لعمليات شراء العملة كملاذ آمن، وسط تقييم المخاطر التجارية القائمة بين الولايات المتحدة و الصين، وتراجع الدولار مقابل الين بنسبة 0.55% إلى (142.60¥)، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند (143.39¥)، و سجل أدنى مستوى عند (142.60¥)، وفقد الين يوم الأربعاء نسبة 1.3% مقابل الدولار ، في ثاني خسارة يومية على التوالي ،وبأكبر خسارة يومية منذ 19 ديسمبر 2024 ،وسجل أدنى مستوى في أسبوع عند 143.57 ينات، بسبب موجة انتعاش قوية في الأسواق العالمية، وانخفض اليوان الصيني قليلا إلى 7.2974 مقابل الدولار.
وارتفع اليورو مع افتتاح السوق الأوروبية يوم الخميس مقابل سلة من العملات العالمية، ليستأنف مكاسبه التي توقفت على مدار يومين مقابل الدولار الأمريكي، ليتحرك صعودًا مرة أخرى صوب أعلى مستوى في 4 سنوات، وسط استمرار المخاطر المحيطة بالعملة الأمريكية، وارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.4% إلى (1.1357$) ، من سعر افتتاح اليوم عند (1.1313$) ، وسجل أدنى مستوى عند (1.1313$)، وأنهى اليورو تعاملات الأربعاء منخفضًا بنسبة 0.95% مقابل الدولار، في ثاني خسارة يومية على التوالي، مع استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح من أعلى مستوى في نحو أربع سنوات عند 1.1573 دولار، وبخلاف عمليات البيع لحجز الأرباح ،تراجعت مستويات اليورو بسبب تطمينات ترامب بعدم إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى صدور بيانات قاتمة عن قطاع الخدمات في أوروبا.