الدولار يرتفع مقابل عملات الملاذ الآمن..والعملات الآسيوية تتراجع مع تصاعد التوتر بين الهند وباكستان

الدولار يرتفع مقابل عملات الملاذ الآمن..والعملات الآسيوية تتراجع مع تصاعد التوتر بين الهند وباكستان
تراجعت معظم العملات الآسيوية يوم الأربعاء مع تصاعد التوتر العسكري بين الهند وباكستان مما أثر سلباً على المخاطرة، بينما ارتفع الدولار قبيل قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة لاحقاً في اليوم، وطغت الإشارات السلبية إلى حد كبير على التفاؤل بشأن إعلان الولايات المتحدة والصين عن بدء محادثات تجارية بينهما في وقت لاحق من الأسبوع. كما أثر خفض أسعار الفائدة في الصين سلباً على اليوان.
وارتفع الدولار في التداولات الآسيوية، محتفظاً ببعض مكاسبه الأخيرة بعد تعافيه من أدنى مستوى له في ثلاث سنوات. كما ساعدت التدفقات إلى الملاذات الآمنة الدولار، وإن كان بشكل طفيف، وانخفض الدولار بشكل حاد بعد إعلان الولايات المتحدة عن التعريفات الجمركية في وقت مبكر من الشهر الماضي قبل أن يقفز في 22 أبريل عندما اقترح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أنه سيكون هناك خفض للتصعيد في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ومن المقرر أن يلتقي بيسنت وكبير المفاوضين التجاريين جيميسون جرير مع القيصر الاقتصادي الصيني هي ليفينج في سويسرا هذا الأسبوع لإجراء محادثات يمكن أن تكون الخطوة الأولى نحو حل الحرب التجارية التي عطلت الاقتصاد العالمي، ومن المتوقع أن يترك بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، مع تركيز المستثمرين على أي دلائل حول توقعات أسعار الفائدة في ظل فرض التعريفات الجمركية الأميركية حالة من عدم اليقين بشأن الاقتصاد.
وارتفع الدولار بنسبة 0.54% مقابل الين إلى 143.18 ين، ليكسر سلسلة هبوط استمرت ثلاثة أيام، مع إعادة فتح الأسواق اليابانية بعد عطلة استمرت يومين، وأشار المحللون إلى شهادة وزير الخزانة سكوت بيسنت أمام مجلس النواب بشأن "حالة النظام المالي الدولي" في وقت لاحق من اليوم، وقال كريس تيرنر، رئيس استراتيجية النقد الأجنبي في آي إن جي: "سيزعم أن أسواق السندات الأميركية تعمل بطريقة منظمة وربما يكرر الشعار القائل بأن واشنطن تحتفظ بسياسة الدولار القوي"، "ولكن سيكون من المثير للاهتمام أن يتم سؤاله عما إذا كانت صفقات العملة تشكل جزءا من المفاوضات التجارية الجارية حاليا مع 17 شريكا تجاريا آخر."
بدوره تراجع اليوان الصيني يوم الأربعاء، حيث ارتفع زوج USDCNY بنسبة 0.1%، بينما ارتفع زوج USDCNH الخارجي بنحو 0.2%، وقال بنك الشعب الصيني إنه سيخفض سعر الفائدة المرجعي لإعادة الشراء بمقدار 10 نقاط أساس إلى 1.40%، بينما سينخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي بمقدار 50 نقطة أساس إلى 6.2%، وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الاقتصاد الصيني بدعم نقدي إضافي، حيث يواجه رياحاً معاكسة متزايدة من النزاع التجاري مع الولايات المتحدة.
وتراجعت الروبية الهندية أمام الدولار مع تصعيد السلطات الهندية عملياتها العسكرية مع باكستان، حيث ارتفع زوج USDINR بنسبة 0.3% إلى حوالي 84.5 روبية يوم الأربعاء، بعد أن قالت الهند إنها نفذت ضربات ضد عدة أهداف إرهابية مزعومة في باكستان، واستنكرت باكستان الهجوم، وادعت أنها ردت بضربات مدفعية وإسقاط ما لا يقل عن ثلاث طائرات هندية، وقالت نيودلهي إن الضربات جاءت رداً على هجوم إرهابي دموي في كشمير الهندية في أبريل، يمثل العمل العسكري أسوأ قتال بين البلدين المسلحين نووياً منذ عقود، وأثار مخاوف من تصعيد أكبر، وارتفع زوج USDKRW بنسبة 1.6% في تداولات تعويضية، بينما ارتفع زوج USDSGD بنسبة 0.4%، وتراجع الدولار التايواني - الذي كان أداؤه متميزاً بين العملات الآسيوية في الجلسات الأخيرة - يوم الأربعاء، حيث انخفض زوج USDTWD بنحو 1%.
وارتفع مؤشر الدولار وعقود مؤشر الدولار الآجلة بنسبة 0.3% في التداولات الآسيوية، مستفيداً من أنباء محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، كما شهد الدولار إقبالاً جيداً قبل اختتام اجتماع الفيدرالي في وقت لاحق من اليوم، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير، ومن المتوقع أن يشير رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى عدم وجود تغييرات قريبة في أسعار الفائدة، خاصة في ظل عدم اليقين المتزايد بشأن التعريفات الجمركية والتضخم المستمر. كما يتوقع أن يتجاهل باول دعوات ترامب المتكررة لخفض أسعار الفائدة، من المتوقع أن توفر أسعار الفائدة الأمريكية المستقرة بعض الدعم للدولار على المدى القريب، خاصة مع تراجعه بالقرب من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.
وارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% مقابل الفرنك السويسري ليصل إلى 0.8248. ويوم الاثنين، بلغ أدنى مستوى له منذ يناير/كانون الثاني 2015 عند 0.8032، وقال رئيس البنك الوطني السويسري مارتن شليغل يوم الثلاثاء إن البنك مستعد للتدخل في أسواق العملات الأجنبية وخفض أسعار الفائدة حتى إلى ما دون الصفر لمنع انخفاض التضخم إلى ما دون هدف استقرار الأسعار.