القمة الخليجية الأميركية.. شراكة استراتيجية وتأكيد على دور السعودية في نزع فتيل الحروب

.

القمة الخليجية الأميركية.. شراكة استراتيجية وتأكيد على دور السعودية في نزع فتيل الحروب

أكد قادة الدول الخليجية، خلال القمة التي جمعتهم بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، الحرص على تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مثمنين قرار رفع العقوبات عن سوريا وجهود ولي العهد السعودي في مساعدة الشعب السوري، ومؤكدين أهمية قيام الدولة الفلسطينية بناء على المبادرة العربية لمستقبل يعمّه السلام والاستقرار.

وأعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الأربعاء، أن المملكة والولايات المتحدة، اتفقتا على إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن، مشدداً على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بأسرع وقت ممكن، وقال، في مؤتمر صحافي في الرياض، إنه سيكون من الصعب إيصال المساعدات إلى قطاع غزة دون وقف إطلاق النار، وأضاف الوزير، أن بلاده تدعم بشكل كامل المحادثات النووية بين أميركا وإيران، وتأمل في تحقيق نتائج إيجابية، وأشار إلى أن التعاون الدفاعي بين واشنطن والرياض، سيدعم المملكة في ظل التوترات بالمنطقة، مؤكداً دعم بلاده التعافي الاقتصادي في سوريا.

ورداً على سؤال بشأن الخطط المطروحة لمساعدة سوريا بعد القرار الأميركي برفع العقوبات عنها، قال وزير الخارجية إن "هناك الكثير من الأمور التي تؤهل سوريا للانطلاق نحو تحقيق نهضة والانتقال إلى مرحلة جديدة"، مشدداً على أن المملكة لن تترك سوريا بمفردها أبداً، معتبراً أن سوريا لديها الموارد والإمكانيات، ولا تحتاج سوى إلى دفعة، وسوف تجد هذه الدفعة من المملكة وباقي أشقائها. 

ومن جانبه، ثمّن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، خلال القمة الخليجية-الأميركية، الدور السعودي في نزع فتيل الحروب، مشيداً بإعلان الرئيس ترامب من الرياض رفع العقوبات عن سوريا، وأكّد العاهل البحريني، في كلمته خلال القمة، أن المباحثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران من شأنها أن تُسهم في تعزيز استقرار المنطقة، مشيراً إلى عمل دول مجلس التعاون بتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة لتحقيق الأمن الإقليمي، ومشدداً على أن علاقات الصداقة المتينة التي تربط الجانبَيْن تزداد رسوخاً مع مرور السنين، ورحّب الملك حمد بن عيسى بالرئيس الأميركي، وقال إن مشاركته في القمة تؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية وأهميتها الراسخة بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، مشيداً برؤيته ونهجه الدبلوماسي الهادف إلى تعزيز السلام وحل النزاعات، «وهو ما يتوافق تماماً مع نهجنا وأهدافنا المشتركة، والدعوة الجماعية للسلام التي أطلقها قادة الدول العربية في قمة البحرين، في مايو (أيار) من العام الماضي».

وشكر العاهل البحريني، الرئيس الأميركي على قراره برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، متطلعاً إلى مزيد من التعاون للوصول إلى منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة تشمل جميع دولها، وأضاف: «تُمثّل هذه السياسة الحكيمة فرصة فريدة للمضي معاً نحو إحلال سلام عادل ودائم، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال حل الدولتَيْن، ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين، ويُسهم في جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، بما يمنع سباق التسلح»، وتابع: «لا شك أن نجاح المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران سيُعزّز الاستقرار ويرفع مستويات الازدهار لدول المنطقة، وهي جهود نقدّرها غاية التقدير»، مثمناً عالياً الدور المشرف والإنساني للسعودية في طرح ومساندة المبادرات السلمية ونزع فتيل الحروب، ومشيراً إلى أن من أهمها مؤخراً ما تعلّق بوقف الحرب الروسية-الأوكرانية. وأعرب عن «اعتزاز البحرين بشراكتها مع الولايات المتحدة» وأكد حرص البحرين الدائم على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة، لزيادة الاستثمارات وحجم التبادل التجاري، انطلاقاً من الشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع بين البلدَيْن الصديقَيْن.

وفي كلمته، أشاد أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، خلال القمة، بقرار الرئيس ترامب برفع العقوبات عن سوريا، آملاً في الوقت ذاته أن تكون هذه القمة بداية لإنهاء هموم المنطقة، ومؤكداً أيضاً ضرورة قيام الدولة الفلسطينية بناء على المبادرة العربية للسلام، وأكد أمير الكويت الالتزام بالعمل في إطار مجلس التعاون نحو كل ما من شأنه تحقيق الأهداف المشتركة لدول المجلس والولايات المتحدة، وترسيخ أواصر التعاون في إطار الشراكة المتبادلة لمستقبل يعمّه السلام والاستقرار، موجهاً الشكر إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حرصه واهتمامه للقاء قادة دول المجلس، وأعرب الشيخ مشعل الأحمد عن تقديره لدور المملكة والأمير محمد بن سلمان، على الترتيبات المتميزة لعقد هذه القمة وإنجاحها.

من جهته، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء العماني، أسعد طارق، أنه لا يمكن تحقيق السلام الدائم والازدهار دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة، معرباً عن قلق بلاده إزاء الأزمة الإنسانية في غزة، ومثمناً الدور «البنّاء» لترامب في إعادة الملاحة البحرية الآمنة في البحر الأحمر، وأكد أن العلاقات الخليجية-الأميركية هي علاقات استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار والازدهار، مشيداً في الوقت ذاته بالسياسة الدبلوماسية التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي والتي تفضّل الحوار. وأوضح أن الواقعية والاحترام المتبادل اللذَيْن يتسم بهما الحوار الجاري بين الولايات المتحدة وإيران حول منع انتشار الأسلحة النووية «تلهمنا الثقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق عملي ومستدام بين الطرفَيْن».

بدوره قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، الأربعاء، إن دول المجلس تتطلع لحل نهائي وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، بما يعود على المنطقة بالسلام والاستقرار، وأضاف البديوي في كلمة أمام القمة الخليجية الأميركية بالرياض: "نتطلع لوقف القتال في غزة، والإفراج عن المحتجزين، وتوصيل المساعدات للمحتاجين في القطاع"، ووجَّه الشكر للرئيس الأميركي دونالد ترامب على قراره برفع العقوبات على سوريا، معتبراً أنه "قرار مهم يساعد السوريين على الانطلاق نحو مستقبلهم"، وأشار إلى أن "اختيار ترمب لدول مجلس التعاون لتكون محطته الأولى، كما فعل في ولايته الأولى، دلالة على أهمية دول المجلس بالنسبة لأميركا، وعلى عمق العلاقات التاريخية الراسخة بين الجانبين"، وأردف بالقول إن "هذه الشراكة نموذج فريد من العلاقات متعددة الأبعاد".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، قد عبر خلال كلمته في القمة الأميركية الخليجية في الرياض، عن تقديره للجهود التي تبذلها الدول الخليجية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكداً أنه "لا يمكن أن يحظى الفلسطينيون بحياة كريمة طالما استمر التعذيب"، وأكد الرئيس الأميركي أن واشنطن تبذل جهوداً كبيرة لإنهاء الحرب، وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، خلال كلمته في القمة الأميركية الخليجية في الرياض، ان بلاده تستكشف تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة، مؤكداً إسقاط كافة العقوبات المفروضة على دمشق، وأشار الرئيس الأميركي، إلى رغبته في إبرام اتفاق مع إيران، مشدداً على وجوب وقف دعمها للإرهاب، وعدم امتلاك سلاح نووي".

وافتتح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، أعمال القمة الخليجية الأميركية، التي يحضرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ثاني أيام زيارته إلى السعودية، في أولى محطات جولته الخليجية التي تشمل أيضاً قطر، والإمارات، وقال الأمير محمد بن سلمان، إن القمة تعمل على تعزيز أمن الخليج العربي، وتعزيز القدرات الدفاعية والعسكرية لدول الخليج، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة شريك أساسي لدول مجلس التعاون الخليجي، وأضاف أن "الولايات المتحدة تُعد شريكاً تجارياً واستثمارياً رئيسياً لدول التعاون الخليجي، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين في عام 2024 قرابة 120 مليار دولار، ونتطلع لاستمرار العمل المشترك".

وتابع: "نشيد بقرار الرئيس ترامب بإزالة العقوبات عن سوريا. ونؤكد على الحرص والتنسيق بين دول الخليج وأميركا بشأن قضايا العالم"، وأكد: "نسعى لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية"، وأشار إلى أن القمة الخليجية الأميركية مع ترامب، خلال ولايته الأولى، التي عُقدت في عام 2017، أكدت "أهمية تعزيز أمن دول مجلس التعاون الخليجي، وحماية مصالحهم، ومكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيماته"، ولفت إلى أن تلك القمة أكدت كذلك على "تعزيز القدرات العسكرية والأمنية والدفاعية لدول المجلس والتصدي لمختلف التهديدات، ومواجهة التحديات الدولية والإقليمية برؤية مشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".

وغادر ترامب في وقت سابق السعودية، بعدما اختتم زيارته بالمشاركة في أعمال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض، متجهاً إلى الدوحة، ووصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، إلى العاصمة القطرية الدوحة، في ثاني محطات جولته الخليجية التي بدأت بالسعودية، الثلاثاء، وتنتهي بالإمارات، الخميس، وكان في استقبال ترامب في الدوحة، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.


 

2025-05-14
إخلاء المسؤولية عن المخاطر

ينطوي تداول العملات الأجنبية ومؤشرات الأسهم والاسهم والأدوات المالية عموما على درجة عالية من المخاطرة وقد لا يكون مناسبا لجميع المتداولين والمستثمرين لذلك يجب عليك أن تفكر بعناية في أهدافك الاستثمارية ومستوى خبرتك ورغبتك في المخاطرة فاحتمالية ان تتكبد خسارة في بعض أو كل اموالك موجودة وبالتالي يجب ألا تستثمر أموالا لا يمكنك تحمل خسارتها ويجب أن تكون على دراية بجميع المخاطر المرتبطة بالتداول والاستثمار في البورصات العالمية وعلى المنصات الالكترونية ومخاطر الأسواق العالمية.

جميع الحقوق محفوظة للأكاديمية العربية للأعمال 2023