الدولار يحقق مكاسب مؤقتة رغم البيانات الضعيفة، واليورو مستقر قبل قرار المركزي الأوروبي

استقر اليورو قرب أعلى مستوى في ستة أسابيع مقابل الدولار قبل خفض متوقع لأسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، في حين تعافت العملة الأمريكية بشكل متواضع من انخفاض بعد أن جددت بيانات المخاوف من تباطؤ النمو وارتفاع التضخم.

وأظهرت بيانات يوم الأربعاء انكماش قطاع الخدمات الأميركي للمرة الأولى في نحو عام في مايو/أيار، فضلاً عن تباطؤ سوق العمل، مما أدى إلى ارتفاع سندات الخزانة الأميركية وزيادة فرص المزيد من خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) هذا العام، وقال مايكل براون، كبير استراتيجيي الأبحاث في بيبرستون: "لقد بقينا طوال معظم الأسبوع في نطاقات ضيقة نسبيا... كان هناك ضعف في الدولار أمس بعد المفاجأة الهبوطية في بيانات قطاع الخدمات، لكن الهدوء النسبي يسود هذا الصباح".

وارتفع الدولار الخميس بنسبة 0.37% مقابل الين إلى 143.34 ين، وارتفع بنسبة 0.25% مقابل الفرنك السويسري إلى 0.82025 فرنك، في غضون ذلك، استقر اليورو عند 1.1416 دولار أمريكي، وهو مستوى قريب من أعلى مستوى له في ستة أسابيع الذي لامسه في بداية الأسبوع، واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.3565 دولار أمريكي، وقال براون إن أسواق الصرف الأجنبي كانت في وضع انتظار إلى حد كبير حتى قرار البنك المركزي الأوروبي في وقت لاحق من يوم الخميس، وقبل تقرير الوظائف في الولايات المتحدة لشهر مايو والذي يتابعه الجميع عن كثب يوم الجمعة.

ومن المتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية، مسجلاً بذلك التخفيض الثامن خلال 13 شهرًا، مع تراجع التضخم عن أعلى مستوياته بعد الجائحة. ويسعى البنك المركزي إلى دعم اقتصاد منطقة اليورو الذي كان يعاني حتى قبل أن تُوجه إليه السياسات الاقتصادية والتجارية المتقلبة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربةً أخرى، وأظهرت بيانات يوم الثلاثاء تراجع التضخم في منطقة اليورو إلى ما دون هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، مما يدعم رهانات خفض أسعار الفائدة.

وستكشف أرقام الرواتب الشهرية في الولايات المتحدة يوم الجمعة عن حالة سوق العمل بعد أن قالت شركة معالجة الرواتب ADP يوم الأربعاء إن رواتب القطاع الخاص في الولايات المتحدة زادت أقل بكثير من المتوقع في مايو، ومن المتوقع أن يُظهر تقرير التوظيف الأشمل الصادر يوم الجمعة ارتفاعًا في عدد الوظائف غير الزراعية بمقدار 130 ألف وظيفة في مايو، بعد أن ارتفع بمقدار 177 ألف وظيفة في أبريل، وفقًا لاستطلاع أجرته رويترز لآراء الاقتصاديين. ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة ثابتًا عند 4.2%، وستكون بيانات الرواتب لشهر مايو غدًا مهمة لمعرفة ما إذا كانت مخاوف المستثمرين مبررة أم مبالغ فيها. ومن المرجح أن يؤدي تقرير سوق العمل الضعيف إلى انخفاضات حادة في قيمة الدولار الأمريكي، وفقًا لما قاله منصور محي الدين، كبير الاقتصاديين في بنك سنغافورة.

وشهدت الأسواق حالة من الاضطراب منذ أن أعلن ترامب عن سلسلة من التعريفات الجمركية على دول في مختلف أنحاء العالم في الثاني من أبريل/نيسان، لكنه أوقف بعضها وأعلن عن تعريفات جديدة، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن بدائل للأصول الأميركية، ويظل المستثمرون قلقين بشأن مفاوضات التجارة الأمريكية والافتقار إلى التقدم في التوصل إلى صفقات قبل الموعد النهائي في أوائل يوليو/تموز.

وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى، إلى 98.87 وانخفض بنحو 9% هذا العام، ويتجه لتسجيل أضعف أداء سنوي منذ عام 2017، وضاعف ترامب دعواته لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء لخفض أسعار الفائدة بعد نشر بيانات ADP، وهو أحدث هجوم أثار المخاوف بشأن استقلال البنك المركزي الأمريكي وأثار قلق المستثمرين.