التفاؤل التجاري ينعش الدولار.. والاسترليني يتراجع بعد بيانات ضعيفة

ارتفع الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء، مدعوماً بعلامات تشير إلى أن التوترات بين الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم، قد تكون في طريقها إلى التهدئة مع استمرار محادثات التجارة لليوم الثاني.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات أخرى، بنسبة 0.3% إلى 99.210، لكنه ظل قريباً من أدنى مستوياته في ستة أسابيع التي سجلها الأسبوع الماضي، تعزز الدولار بفضل التفاؤل بأن محادثات التجارة بين الصين والولايات المتحدة في لندن امتدت إلى يوم ثانٍ، حيث تسعى الوفود إلى نزع فتيل نزاع مرير توسع من التعريفات الجمركية إلى قيود على المعادن النادرة.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين إن المحادثات تسير بشكل جيد، وأنه "يتلقى تقارير جيدة فقط" من فريقه، مما أدى إلى تزايد الثقة بأن المحادثات ستحفز مزيداً من خفض التصعيد في الحرب التجارية بين العملاقين الاقتصاديين، يأتي هذا في وقت حاسم لكلا الاقتصادين، اللذين يظهران علامات ضغط من سلسلة أوامر التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب منذ يناير، وقال محللون في ING، في مذكرة "لا يبدو أن هناك محفزاً كبيراً لتحرك مؤشر الدولار خارج نطاق ضيق بين 98.80 و99.40 اليوم. ومع ذلك، ترقبوا أي تحديثات بشأن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين. أي أخبار جيدة ستكون على الأرجح إيجابية للدولار في البيئة الحالية".

وفي أوروبا، انخفض الجنيه الإسترليني/الدولار بنسبة 0.6% إلى 1.3472 بعد أن أظهرت بيانات سوق العمل البريطاني ارتفاعاً مستمراً في معدل البطالة، مما يضيف إلى علامات تباطؤ سوق الوظائف ويعزز احتمالية المزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا، وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.6% في الأشهر الثلاثة حتى أبريل، متوافقاً مع التوقعات وبارتفاع طفيف عن 4.5% في الفترة السابقة، ووفقاً للبيانات الرسمية، ارتفعت الأجور البريطانية بنسبة 5.2% في الأشهر الثلاثة المنتهية في أبريل، وهي زيادة أبطأ مما كان متوقعاً وأضعف نمو منذ الربع الثالث من عام 2024، قد يؤثر هذا النمو المتواضع في الأجور على نهج بنك إنجلترا فيما يتعلق بتوقيت ووتيرة تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية.

وانخفض اليورو/الدولار بنسبة 0.3% إلى 1.1395، حيث تأثر اليورو بارتفاع الدولار وبينما واصل المتداولون هضم تعليقات البنك المركزي الأوروبي بعد خفض سعر الفائدة الأسبوع الماضي، وفي هذا السياق قال روبرت هولزمان، أحد صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي، لهيئة الإذاعة النمساوية ORF يوم الاثنين، إن الوقفة الحالية في خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي قد تكون طويلة الأمد ما لم تتدهور البيانات الاقتصادية، وفي تلك الحالة قد تكون هناك المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام.

أما في آسيا، ارتفع الدولار/الين بنسبة 0.1% إلى 144.69، مع بقاء الين دون تغيير يذكر على الرغم من تصريح محافظ بنك اليابان كازو أويدا في وقت سابق الثلاثاء بأن بنك اليابان مستعد لزيادة أسعار الفائدة أكثر بمجرد أن يصل التضخم الأساسي باستمرار إلى هدفه البالغ 2%، وارتفع الدولار/اليوان الصيني بنسبة 0.1% إلى 7.1883، مع تركيز معظم الأنظار على محادثات التجارة في لندن على الرغم من أن الأسواق الإقليمية لا تزال حذرة حيث ينتظر المتداولون نتائج فعلية وليس مجرد كلام.