مساعي بريطانية أوروبية جديدة للتوصل لاتفاق بشأن أيرلندا الشمالية.. فهل ستنجح؟

سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في المملكة المتحدة لإجراء محادثات نهائية بشأن اتفاق لحل بروتوكول أيرلندا الشمالية، والذي كان بمثابة نقطة شائكة رئيسية في ترتيبات التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وفي بيان مشترك، قال سوناك وفون دير لاين إنهما "اتفقا على مواصلة عملهما شخصيًا نحو حلول عملية مشتركة لمجموعة التحديات المعقدة حول البروتوكول الخاص بأيرلندا وأيرلندا الشمالية". فعلى الرغم من مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في 31 يناير 2020، لكن بروتوكول أيرلندا الشمالية أثار خلافًا مستمرًا بين البلدين منذ ذلك الحين. ويفرض هذا الجزء من صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إجراء فحوصات على بعض السلع التي تسافر إلى أيرلندا الشمالية من بقية المملكة المتحدة - مع المفاوضات الجديدة التي تهدف إلى تخفيف هذه القواعد.
وكانت قد جادلت الأحزاب الوحدوية في أيرلندا الشمالية - التي هي جزء من المملكة المتحدة، على عكس جارتها أيرلندا، والتي هي جزء من الاتحاد الأوروبي - بأن عمليات التفتيش تضع حدودًا فعالة في البحر الأيرلندي. فيما تم انتقاد البروتوكول لأنه عرّض اتفاقية الجمعة العظيمة للخطر - وهي اتفاقية سلام طويلة الأمد أنهت ثلاثة عقود من العنف الطائفي في أيرلندا الشمالية.
هذا وسعت حكومة سوناك إلى إدخال تعديلات على الاتفاق الذي وقعه رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، الذي قاد دعوات من الجناح المتشدد في الاتحاد الأوروبي داخل حزب المحافظين الحاكم لتمزيق الصفقة التي تفاوض بشأنها هو نفسه. ومع ذلك، سيحتاج إلى إقناع حزبه بالتصويت على أي صفقة محتملة من خلال البرلمان.
في غضون ذلك، تم تعليق الجمعية النيابية لأيرلندا الشمالية المفوضة منذ فبراير 2022 بعد استقالة الحزب الاتحادي الديمقراطي احتجاجًا على بروتوكول أيرلندا الشمالية. وجدد الحزب الموالي تحذيراته خلال عطلة نهاية الأسبوع من أنه لن يكون مسلحا بقوة لقبول صفقة لا تفي "بخطوطها الحمراء".

علاوة على ذلك، تراجعت الاستثمارات التجارية في المملكة المتحدة منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حين عانى المناخ السياسي في البلاد سنوات قليلة مضطربة حيث واجه رؤساء الوزراء المحافظين المتعاقبين صعوبات الخروج المنظم من الاتحاد الأوروبي.

قسم الدراسات والأبحاث - الاكاديمية العربية للاعمال

27-2-2023