هل تنتهي الازمة المصرفية في الولايات المتحدة ام نواجه مخاطر على غرار أزمة 2008

.

هل تنتهي الازمة المصرفية في الولايات المتحدة ام نواجه مخاطر على غرار أزمة 2008

عندما نعود بالذاكرة الى الوراء ونقارن ونطابق ما حصل أواخر عام 2007 وأوائل عام 2008 ونرى ما يحصل اليوم لقطاع البنوك في الولايات المتحدة يحضرني أسماء البنوك التالية نورثرن روك و بير ستيرنز و كانتري فاينانشيال أند ألاينس هذه البنوك التي انهارت او تم انقاذها جزئيا كانت مقدمة الانهيار والازمة المالية التي حدثت في  عام 2008 التي اسقطت بنوك ضخمة مثل بنك ليمان براذرز في وول ستريت و رويال بنك أوف سكوتلاند وغيرها من جمعيات الادخار والقروض والبنوك التجارية وبنوك الاستثمار  وجمعيات البناء وشركات التأمين واليوم وبعد مرور خمسة عشر عام تأرجحت أربعة بنوك - بنك سيليكون فالي وسيجنيتشر وفيرست ريبابليك في الولايات المتحدة والذي له تفاصيل أخرى سأتطرق لها لاحقا ضمن هذا المقال وكريدي سويس في أوروبا هذه البنوك اثارت ضجة الأسبوع المنصرم وهناك من انهار ومنهم من تم إنقاذه نسبيا  فلا عجب أن يتساءل المستثمرون عما إذا كان نحن نواجه مشاكل مشابهة لعام 2007 والتي يمكن أن تتحول قريبا إلى كارثة أخرى كاملة على غرار عام 2008

أصاب الأسواق الذعر الأسبوع الماضي وتراجعت البنوك الأوروبية بمعدل 19 % والبنوك الأمريكية بنسبة 17 % وتراجعت يوم الأربعاء أسهم بنك كريدي سويس بنسبة 30 % ولم تتعافى نوعا ما إلا بعد تدخل البنك المركزي السويسري بقرض كبير وصل الى ما يقارب 54 مليار دولار ... ولا زلت أرى ان ازمة الرهون العقارية في أيامنا هذه موجودة وهي من الأسباب الرئيسية لأزمة عام 2008 ولم تفلح محاولات التطمينات من تهدئة الأسواق ولا تزال حالة الا يقين والهلع قائمة.

عندما فشلت حزمة من الإجراءات الطارئة في أعقاب فشل بنك وادي السيليكون في وقف الهبوط في الأسهم المصرفية الإقليمية الأمريكية الأسبوع الماضي لجأ المسؤولون في واشنطن إلى جيمي ديمون آخر المحاربين المخضرمين المتبقين اليوم من الأزمة المصرفية لعام 2008 والذي لا يزال يترأس جي بي مورجان وخلال مكالمات هاتفية متعددة وناقشت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وديمون من جي بي مورجان فكرة الجمع بين أكبر المقرضين في البلاد للمساعدة في تعزيز الثقة في النظام المالي بعد ان تعرضت أسهم فيرست ريبابليك الى نفس اعراض انهيار بنك وادي السليكون وسط مخاوف من أنه قد يضطر إلى بيع محفظته من الرهن العقاري بخسارة فادحة لتغطية تدفقات الودائع الخارجة وانضمت البنوك الثلاثة الكبرى الأخرى في الولايات المتحدة بنك أوف أمريكا  وويلز فارجو وسيتي جروب الى نفس الحملة قبل أن تعلن مجموعة من 11 مصرف يوم الخميس عن موافقتها على إيداع 30 مليار دولار في فيرست ريبابليك لإنقاذه لكن الأسواق بقيت مضطربة وعكست تحركاتها ان الحقن النقدي ليس سوى حل قصير الأجل ولا يطمئن المستثمرون لان 30 مليار دولار من الودائع الجديدة التي يتم إدخالها ربما تكون قد أوقفت تدفق المودعين  لكنها لم تضف أي أسهم جديدة للبنك وابقت قلق المستثمرين قائم ويعرفون انهم في خطر وأغلقت أسهم First Republic على انخفاض 33٪ وصولا  23.03 دولار للسهم ويؤكد هبوط الأسهم يوم الجمعة على الوضع الهش لصانعي السياسة في الولايات المتحدة وان الفشل في عملية إنقاذ البنوك سيؤدي الى انتكاسة عنيفة  .... ما يحصل أثر بشكل كبير على حركة العديد من الأدوات المالية وتراجعات كبيرة للمؤشرات الامريكية وارتفع الذهب بنحو 6 % على مدار الأيام الخمسة الماضية باعتباره ملاذ أمن ولم تنجو الأسهم والمؤشرات الأوروبية من الخسائر مع تصاعد أيضا ازمة كريدي سويس الذي أنقذه البنك المركزي السويسري بقرض كبير فقد اغلق كريدي سويس على انخفاض بنسبة 8 % وأغلق مؤشر Euro Stoxx منخفضا 2.8 % وأغلق مؤشر داكس الألماني متراجعا 1.3 % وانخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي 1.4 % بينما خسر مؤشر فوتسي 100 البريطاني 1 %  ومع اقتراب موعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل لمناقشة السياسة النقدية يوم الأربعاء تتجه الأنظار الى ما سيقرره صناع القرار في خضم هذه الظروف المالية الصعبة ولا اخفي عليكم ان الاحتياطي الفيدرالي في هذه الازمة وضعه صعب فهو لا يزال يحارب التضخم وقد تؤدي حربه وسياسته النقدية الشديدة  إلى ضغوط ركود مما يؤدي إلى ارتفاع خسائر قروض البنوك وقد يتم إلحاق ضرر غير متوقع بأجزاء من النظام المالي التي اعتادت على أسعار الفائدة المنخفضة كالمعاشات التقاعدية والأسهم الخاصة وصناديق التحوط وشخصيا أرى انه لو حدث انهيار مالي كامل آخر فقد تكون القدرة على التعامل معه أقل مقارنة بعام 2008 حيث كان صانعو السياسة آنذاك قادرين على خفض أسعار الفائدة  وإطلاق التيسير الكمي  وإغراق البنوك برأس المال للإنقاذ والسيولة أما في أيامنا الحالية هناك استنزاف للميزانيات الحكومية بشكل أكبر  وازمة تضخم تعد الأقوى منذ أربعة عقود والحاجة إلى رفع معدل الفائدة لمكافحة التضخم المفرط فان الحلول أصبحت اقل بيد صناع السياسة النقدية  في الولايات المتحدة لذلك من هنا ومن خلال هذه السطور  أوجه رسالة تحذير  صريحة لجميع المستثمرين والمتداولين بالتزام الحذر الكبير والشديد فالأيام القادمة ليست سهلة وما يحصل هذه الأيام سيكون له ما بعده وفالكم الربح والتوفيق 

 

المحلل المالي والتقني
عبد الرحمن الأصفر

2023-03-18
التعليقات على الموضوع: 0 تعليقات


لا يوجد تعليقات
Loading...
إخلاء المسؤولية عن المخاطر

ينطوي تداول العملات الأجنبية ومؤشرات الأسهم والاسهم والأدوات المالية عموما على درجة عالية من المخاطرة وقد لا يكون مناسبا لجميع المتداولين والمستثمرين لذلك يجب عليك أن تفكر بعناية في أهدافك الاستثمارية ومستوى خبرتك ورغبتك في المخاطرة فاحتمالية ان تتكبد خسارة في بعض أو كل اموالك موجودة وبالتالي يجب ألا تستثمر أموالا لا يمكنك تحمل خسارتها ويجب أن تكون على دراية بجميع المخاطر المرتبطة بالتداول والاستثمار في البورصات العالمية وعلى المنصات الالكترونية ومخاطر الأسواق العالمية.

جميع الحقوق محفوظة للأكاديمية العربية للأعمال 2023