هل سيرفع المركزي الأوروبي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس كما تتوقع السوق؟

يعد الأسبوع الحالي من الأسابيع الحافلة بالبيانات والأحداث التي لها تأثير قوي على الأسواق. فصدر يوم امس قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة وبعد قليل سيصدر قرار الفائدة من البنك المركزي البريطاني 
وبعده سيكون اجتماع نظيره الأوروبي، كما تعلم عزيزي القارئ. ونظراً لأهمية تلك القرارات وتأثيرها المباشر على الأسواق وبالتالي استثماراتك، فسوف نعطيك نبذة عزيزي المتداول عن القرار الذي يٌمكن أن يتخذه المركزي الأوروبي اليوم في تمام الساعة 4:15 بتوقيت مكة المكرمة تتوقع الأسواق على نطاق واسع أن يواصل البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة في معركته ضد التضخم غير المسبوق، بما في ذلك زيادة أقل بمقدار نصف نقطة يوم غد.
وسّعرت الأسواق رفع تكاليف الاقتراض بنفس المقدار في اجتماع فبراير 2023، مما يعني أن معدل الإيداع سيبلغ ذروته عند 2.5%. كما ترى أنه في وقت ما خلال الربع القادم، سيبدأ البنك المركزي الأوروبي في التخلي عن تريليونات من اليورو التي حصل عليها من برنامج مشتريات الأصول في عصر الأزمة. وعلى الرغم من أن التشديد النقدي الحالي هو الأقوى في تاريخ اليورو، تعتقد السوق أن البنك المركزي الأوروبي يبعد بحوالي خمسة أضعاف عن هدفه البالغ 2% في مكافحة التضخم. وفي الوقت نفسه، يشير الاحتياطي الفيدرالي أيضًا إلى تباطؤ في رفع أسعار الفائدة. في حين تراجعت المكاسب في منطقة اليورو في نوفمبر للمرة الأولى منذ منتصف عام 2021، فمن المرجح أن تظل مرتفعة لبعض الوقت حيث تغذي الحرب الروسية في أوكرانيا أزمة الطاقة في القارة.
وفي هذا السياق، تشير بيانات النشاط التجاري التي تتم مراقبتها عن كثب إلى ركود معتدل ومن المفترض أن تظهر أحدث التوقعات كيف ينظر البنك المركزي الأوروبي إلى التباطؤ القادم. وفي سبتمبر الماضي، عكست التوقعات أن نمو منطقة اليورو سيكون 0.9% في عام 2023، وهو انخفاض كبير عن توقعات يونيو. فيما انقسم صانعو السياسة في البنك المركزي الأوروبي حول تلك التوقعات، حيث تناقضت وجهات نظر كل من صانعي السياسة الأوروبية "لين" و"شنابل"، حيث يعتقد الأول أن نمو الأسعار القياسي سيبدأ في التراجع العام المقبل. فيما تقول "شنابل" إنه كلما سمح للتضخم بالبقاء مرتفعاً، زادت المخاطرة. وعليه، قد تتعرض "كريستين لاجارد" لضغوط من أجل التوصل لحل وسط من شأنه تهدئة ذلك الانقسام.