وزير الدفاع الأمريكي يحذر من أن الحوادث مع الجيش الصيني قد تخرج عن نطاق السيطرة

دعا وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بكين إلى استئناف المحادثات الأمنية الثنائية  محذرا من أن الحوادث المتكررة بين البلدين قد "تخرج عن نطاق السيطرة" إذا استمر الجيش الصيني في اتخاذ إجراءات استفزازية في المياه الدولية والمجال الجوي - في مؤتمر صحفي في طوكيو ، قال أوستن إنه من "المؤسف" أن بكين رفضت طلب البنتاغون له لمقابلة وزير الدفاع الصيني لي شانجفو في منتدى أمني في سنغافورة وأنا قلق بشأن ذلك وقال أوستن عقب اجتماع مع نظيره الياباني ياسوكازو هامادا يوم أمس الخميس إن وقوع حادث يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة جدا وأعتقد أن وزارات الدفاع يجب أن تتحدث مع بعضها البعض على أساس روتيني

يأتي التحذير في الوقت الذي يستعد فيه أوستن لحضور منتدى Shangri-La Dialogue الأمني في سنغافورة  حيث من المحتمل أن تكون قضية المناورات الخطيرة موضوعًا للنقاش واتهمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) طائرة مقاتلة صينية بإجراء "مناورة عدوانية غير ضرورية" بالقرب من طائرة عسكرية أمريكية فوق بحر الصين الجنوبي الأسبوع الماضي وقبيل المنتدى نفسه قبل عام أثارت الولايات المتحدة مخاوف بشأن العدد المتزايد من حوادث الطائرات الصينية التي يُزعم أنها تقوم بعمليات مقلقة بالقرب من الطائرات الأمريكية والكندية والأسترالية وأثار المسؤولون الأمريكيون القضية مع نظرائهم عندما التقى أوستن بوزير الدفاع الصيني آنذاك وي فنغي . 

وأضاف أوستن نشعر بقلق عميق حيال السلوك القسري لجمهورية الصين الشعبية ومحاولاتها تقويض النظام الدولي القائم على القواعد وحذر مسؤولو دفاع أميركيون من أن عدم وجود اشتباك بين الجيوش وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية يعني أنه ليس لديهم آلية اتصالات الأزمات في حالة وقوع حادث في البحر أو في الجو-  في عام 2001  اصطدمت طائرة تجسس أمريكية بطائرة مقاتلة صينية قبالة ساحل جزيرة هاينان  مما أجبر الطائرة الأمريكية على الهبوط الاضطراري وشدد أيضا على أهمية استمرار الحوار مع الصين ، مشيرا إلى أن الخط الدفاعي الساخن طوكيو وبكين بدأ العمل الشهر الماضي لتقليل مخاطر المواجهة العرضية بين جيشيهما  وفقا لمسؤول بوزارة الدفاع - الجدير بالذكر رفضت بكين اجتماعًا بين أوستن ولي في حوار شانغريلا هذا العام لأن الولايات المتحدة لم ترفع العقوبات المفروضة على مسؤولين كبار بوزارة الدفاع بعد فرضت إدارة ترامب عقوبات في 2018 فيما يتعلق بشراء الصين مقاتلات وصواريخ روسية. وكان البنتاغون قد أبلغ بكين في وقت سابق بأن العقوبات لا تمنع عقد اجتماع في سنغافورة  لكن المسؤولين الصينيين قالوا إنه لن يكون من المناسب مع استمرار العقوبات

كما ناقشت الولايات المتحدة واليابان العمل معًا لتطوير قدرات دفاع صاروخي تفوق سرعة الصوت باستخدام صواريخ اعتراضية وتعزيز الأمن السيبراني والاستخبارات والمراقبة باستخدام طائرات بدون طيار. وقال أوستن إن الدولتين ستتعاونان أيضًا في سلاسل التوريد الدفاعية لتعميق العلاقات بين قواعدهما الصناعية يأتي كل ذلك بعد يوم من محاولة كوريا الشمالية الفاشلة لإطلاق قمر صناعي استطلاعي إلى الفضاء  

على صعيد متصل قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الثلاثاء إن طائرة مقاتلة صينية قامت "بمناورة عدوانية غير ضرورية" بالقرب من طائرة عسكرية أمريكية كانت تحلق فوق بحر الصين الجنوبي الأسبوع الماضي ونشرت القيادة الأمريكية للمحيطين الهندي والهادئ لقطات فيديو للحادث بينما كان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في طريقه إلى المنطقة في زيارة مع توقف في اليابان وسنغافورة والهند وتأتي في وقت تصاعدت فيه التوترات بين واشنطن وبكين بعدما رفضت وزارة الدفاع الصينية مرارا جهود الولايات المتحدة لترتيب لقاء بين أوستن ونظيره الصيني بما في ذلك اجتماع كان من الممكن عقده هذا الأسبوع واتهم مسؤولون عسكريون أمريكيون طياري جيش التحرير الشعبي الصيني بسلوك متهور بشكل متزايد في المنطقة  بما في ذلك حادثة في ديسمبر عندما حلقت طائرة مقاتلة صينية على بعد 6 أمتار من طائرة عسكرية أمريكية تعمل في بحر الصين الجنوبي. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن المقاتلة الصينية جاءت على بعد 400 قدم (حوالي 121 مترا) من مقدمة الطائرة  وأضاف البنتاغون أن الطائرة كانت "تقوم بعمليات آمنة وروتينية" في المجال الجوي الدولي وستواصل القيام بذلك حيثما يسمح القانون الدولي بذلك

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إن السلوك "الاستفزازي والخطير" من جانب الولايات المتحدة هو المسؤول عن التوترات البحرية في المنطقة وانتهك بشدة سيادة الصين وأمنها وأضاف أن الصين ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها وسيادتها وتسلط هذه الحادثة الضوء على مخاطر نشوب صراع غير مقصود بين بكين وواشنطن عندما تتدهور العلاقات الدبلوماسية وسط توترات جيوسياسية واقتصادية.

ويسعى مسؤولو إدارة بايدن إلى عقد مزيد من الاجتماعات مع نظرائهم الصينيين في محاولة لتحقيق الاستقرار في العلاقة مع بكين حيث التقت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو بوزير التجارة الصيني وانغ وينتاو الأسبوع الماضي في واشنطن ، في أول زيارة صينية رفيعة المستوى للعاصمة الأمريكية منذ عام 2020 ومع ذلك  لم توافق الصين على إعادة جدولة زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى بكين وألغى رحلة كان مخططا لها سابقا في فبراير بعد التداعيات الدبلوماسية لإسقاط بالون تجسس صيني مزعوم فوق الولايات المتحدة.
 

قسم تحرير الاخبار  - الأكاديمية العربية للأعمال