الأسهم الأوروبية تتراجع والصين على حافة الانكماش

تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الاثنين ممتدةً انخفاض الأسبوع الماضي بينما ارتفعت أسواق الأسهم في آسيا على الرغم من أن البيانات الجديدة أظهرت الاقتصاد الصيني على أعتاب الانكماش وتراجعت كل من Stoxx 600 على مستوى المنطقة في أوروبا و Cac 40 الفرنسي و Dax الألماني بنسبة 0.2 في المائة في التعاملات المبكرة، بينما كان مؤشر FTSE 100 في لندن ثابتًا.

جاءت هذه التحركات بعد أن انخفض مؤشر أسعار المستهلكين في الصين بنسبة 0.2 في المائة على أساس شهري ، في حين تراجعت أسعار المنتجين بأسرع وتيرة في سبع سنوات مع تراجع الطلب على المنتجات الاستهلاكية والمصنعة وانخفضت أسعار خام برنت ، المعيار الدولي ، 0.7 في المائة صباح الإثنين إلى 77.85 دولارًا للبرميل ومع ذلك ، فقد أغلقت الأسواق الآسيوية الرئيسية في منطقة إيجابية ، حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.6 في المائة ، وارتفع مؤشر سي إس آي 300 الصيني بنسبة 0.5 في المائة. يقول المحللون إن البيانات الاقتصادية الضعيفة تعزز الحجة لمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من بنك الشعب الصيني ، فضلاً عن ضخ الدعم المالي.

في المقابل، تتصارع الولايات المتحدة وأوروبا مع التضخم المرتفع بعناد ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الفائدة في كلا المنطقتين خلال الفترة القادمة ولن يؤدي ركود نمو الأسعار إلا إلى زيادة مخاوف المستثمرين بشأن تعافي الصين المتعثر هذا العام. كان المستثمرون قد أشاروا إلى الصين للعودة إلى الحياة مرة أخرى بعد إزالة الإجراءات الصارمة لعدم انتشار فيروس كوفيد في أواخر عام 2022 - يُظهر التضخم علامات عناد في اقتصادات أخرى، فإن قوى كبح التضخم تعمل في الصين ، الأمر الذي يخاطر بدفع ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى سيناريو الانكماش والجدير بالذكران بيانات مكتب إحصاءات العمل أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 209000 وظيفة في يونيو وجاء تقرير التوظيف يوم الجمعة دون التوقعات للمرة الأولى منذ 15 شهرًا

تراجعت العقود التي تتبع مؤشر S&P 500 الممتاز في وول ستريت بنسبة 0.3 في المائة ، في حين انخفضت العقود التي تتبع مؤشر ناسداك 100 صاحب التكنولوجيا الثقيلة بنسبة 0.4 في المائة قبل افتتاح نيويورك وسيتركز اهتمام المستثمرين هذا الأسبوع على التضخم الرئيسي لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ، والذي من المتوقع أن يتباطأ في يونيو ، مما يخفف الضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لاستئناف رفع أسعار الفائدة في اجتماعه في يوليو - إذا انخفض التضخم العام على أساس سنوي إلى 3.1 في المائة في يونيو كما هو متوقع ، فسيكون هذا أدنى معدل له منذ مارس 2021.

تأرجح الاقتصاد الصيني على شفا الانكماش في يونيو  مما زاد من الدعوات الموجهة إلى بكين لإطلاق حزمة تحفيز أقوى للحفاظ على الانتعاش المتعثر في البلاد بعد كوفيد وكان مؤشر أسعار المستهلك ثابتًا على أساس سنوي وانخفض بنسبة 0.2 في المائة مقارنة بالشهر السابق  في حين تراجعت أسعار المنتجين بأسرع وتيرة منذ عام 2016 مع تراجع الطلب على المنتجات الاستهلاكية والمصنعة وتشير المعطيات أن الأرقام قد تقود البنك المركزي الصيني بنك الشعب الصيني  إلى خفض أسعار الفائدة مرة أخرى  مما يضيف إلى جولة التخفيضات الشهر الماضي التي يعتقد الكثيرون أن بكين ستضطر إلى استكمالها بسياسات التحفيز المالي.

تستهدف الصين نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5 في المائة هذا العام مع خروج الاقتصاد من ضوابط Covid-19 الصارمة ، لكن الانتعاش أصبح هشًا ، مع انخفاض أسعار العقارات والصادرات ولا يزال الاستهلاك يتزايد ولكن هناك مخاوف من أن الحكومة ستضطر إلى بذل المزيد من الجهد للحفاظ على الانتعاش مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي مما يقلل الطلب على صادرات الصين ويأتي ضعف الاقتصاد في الوقت الذي تحاول فيه بكين تهدئة التوترات مع الولايات المتحدة ، والتي يلقي الكثيرون باللوم عليها في قلة ثقة المستثمرين في الصين بعد سلسلة من العقوبات المتبادلة.

قسم الأبحاث والدراسات - الأكاديمية العربية للأعمال