الأسهم الأوروبية في المنطقة الخضراء بعد بيانات التضخم الأمريكية

ارتفعت الأسهم الأوروبية في جلسة اليوم الخميس بعد المكاسب التي تحققت في الأسواق الآسيوية بعد أن أدى الانخفاض بأكثر من المتوقع في التضخم الأمريكي إلى عمليات بيع للدولار ودفعت أسهم وول ستريت إلى أعلى مستوى لها في أكثر من عام حيث أضاف مؤشر Stoxx 600 على مستوى المنطقة الأوروبية 0.3 في المائة في التعاملات المبكرة، بعد أن ارتفع بنسبة 1.5 في المائة - وهو أكبر عدد منذ أوائل حزيران (يونيو) - في الجلسة السابقة. أضاف مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.1 في المائة، بينما استقر مؤشر داكس الألماني وفوتسي 100 في لندن وتأتي تلك التحركات بعد أن تباطأ الارتفاع السنوي في مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي من 4 في المائة في مايو إلى 3 في المائة في يونيو ، وهو أبطأ معدل تضخم منذ مارس 2021.

انخفض معدل التضخم الأساسي أيضًا أكثر من المتوقع ، ومن المرجح أن تخفف الأرقام من الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة رفع أسعار الفائدة بعد اجتماعه في نهاية هذا الشهر ، حيث لا يزال المحللون يتوقعون زيادة ربع نقطة مئوية في المؤشر المرجعي للبنك المركزي معدل ومع ذلك ، انخفض الاحتمال الضمني للسوق بحدوث ارتفاع إضافي في الأسعار في الخريف إلى حوالي واحد من كل ثلاثة من واحد من كل اثنين قبل إصدار مؤشر أسعار المستهلك وقد يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالرفع مرة أخرى بعد اجتماع 26 يوليو" حيث تشير أحدث أرقام التضخم الى تغيير قواعد اللعبة بالنسبة إلى الدولار وارتفع مؤشر S&P 500 القياسي في وول ستريت إلى أعلى مستوى له في 15 شهرًا بعد أرقام أسعار المستهلكين في يونيو ، مع قيادة شركات التكنولوجيا الكبرى. ارتفعت العقود التي تتبع المؤشر بنسبة 0.3 في المائة يوم الخميس قبل افتتاح نيويورك، في حين ارتفعت العقود التي تتبع مؤشر ناسداك 100 الثقيل للتكنولوجيا بنسبة 0.5 في المائة.

ارتفعت الأسواق الآسيوية حتى مع تقلص الصادرات والواردات الصينية بشكل أسرع من المتوقع في يونيو. ارتفع مؤشر سي إس آي 300 الصيني 1.4 في المائة ، وزاد مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي 0.6 في المائة ، بينما ارتفع توبيكس الياباني 1 في المائة وأضاف مؤشر Hang Seng في هونغ كونغ 2.6 في المائة بينما ارتفع مؤشر Hang Seng Tech بنسبة 3.6 في المائة بعد أن أشار المسؤولون الحكوميون إلى دعمهم لقطاع التكنولوجيا تأتي هذه التحركات بعد ان أظهرت البيانات انكماش صادرات الصين الشهر الماضي بأسرع وتيرة لها منذ ظهور وباء كوفيد -19 قبل ثلاث سنوات  حيث فرض الاقتصاد العالمي المتعثر ضغوطا متزايدة على صانعي السياسة الصينيين لاتخاذ إجراءات تحفيزية جديدة وتباطأ الزخم في تعافي الصين بعد الوباء بعد انتعاش سريع في الربع الأول الامر الذي يشير الى خفض التوقعات للاقتصاد لبقية العام مع تباطؤ إنتاج المصانع في مواجهة الطلب العالمي الضعيف باستمرار وأظهرت بيانات من مكتب الجمارك الصيني اليوم الخميس أن الشحنات الصادرة من ثاني أكبر اقتصاد في العالم تراجعت أسوأ من المتوقع بنسبة 12.4 ٪ على أساس سنوي في يونيو ، بعد انخفاض بنسبة 7.5 ٪ في مايو وانكمشت الواردات بنسبة 6.8٪ ، وهي نسبة أكبر من التراجع المتوقع بنسبة 4.0٪ وتراجع الشهر السابق بنسبة 4.5٪ 

ألقى المتحدث باسم الإدارة العامة للجمارك باللوم على ضعف أداء الصادرات على "الانتعاش الاقتصادي العالمي الضعيف ، وتباطؤ التجارة والاستثمار العالميين  وزيادة التوترات الجيوسياسية وتراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة - الوجهة الأولى للسلع الصينية - بين شركائها التجاريين الرئيسيين خلال النصف الأول من العام ، مع تصاعد التوترات الدبلوماسية بشأن تكنولوجيا الرقائق وغيرها من القضايا ، في حين ارتفعت الصادرات إلى روسيا بشكل حاد ، على الرغم من مستوى متواضع - نظرًا لأن الصادرات تمثل حوالي خُمس الاقتصاد وقطاع العقارات المضطرب لنحو الثلث ، فقد تضاءلت آفاق الصين لتحقيق انتعاش سريع بعد الإغلاق المرتبط بـ COVID الذي ضرب الاقتصاد في عام 2022 وحددت الحكومة هدفًا متواضعًا لنمو الناتج المحلي الإجمالي يبلغ حوالي 5٪ لهذا العام ، بعد أن أخطأ كثيرًا هدف العام الماضي وانخفض اليوان الصيني مقابل الدولار بعد صدور البيانات لكن الأسواق تتوقع إن المزيد من ضعف العملة من المتوقع أن يكون محدودًا حيث يوجه المستثمرون أنظارهم إلى اجتماع المكتب السياسي الشهر المقبل وأي إجراء محتمل بشأن التحفيز الاقتصادي.

قسم الأبحاث والدراسات - الأكاديمية العربية للأعمال