عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات يتجاوز 5% للمرة الأولى منذ عام 2007

ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فوق 5 في المائة جلسة اليوم الاثنين للمرة الأولى منذ 16 عاما مواصلا موجة الهبوط المستمرة لعدة أسابيع في السندات، حيث يراهن المستثمرون على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيبقي أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة الحالية لفترة أطول وارتفع العائد على سندات العشر سنوات، وهو المعيار لأسعار الأصول في جميع أنحاء العالم، بنسبة 0.09 نقطة مئوية ليصل إلى 5.01 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو 2007، مواصلاً إعادة التسعير المطرد للديون الحكومية التي غذتها بيانات اقتصادية أفضل من المتوقع. وخطط الاقتراض الضخمة للحكومة الأمريكية ويأتي الارتفاع في العائدات على الرغم من اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس، والذي أدى لفترة وجيزة إلى الهروب إلى سندات الخزانة هذا الشهر، ولكن سرعان ما تم تجاهله مع تركيز المستثمرين على العوامل المحلية التي تدفع العائدات إلى الارتفاع حيث ان خطر التصعيد في الشرق الأوسط عادة ما يعزز سندات الخزانة. لكن يرى البعض ان الاقتصاد الأمريكي في حالة جيدة ومع وجود جدار كبير من إصدارات [الخزانة] المقبلة يشعر الجميع بالقلق بشأن من سيشتري - ارتفعت العائدات على سندات الخزانة طويلة الأجل منذ أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي فيما يسمى بالمخطط النقطي من اجتماعه في سبتمبر/أيلول إلى أن المسؤولين كانوا يتوقعون مساراً أبطأ نحو تخفيضات أسعار الفائدة في عامي 2024 و2025. ومنذ ذلك الحين، أصبحت البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية أكثر تشدداً وتشير التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يبقي أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول.

ساعدت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية وسوق العمل والتضخم التي جاءت أقوى من المتوقع في الأسابيع الأخيرة على دفع العائدات إلى الارتفاع، على الرغم من الارتفاع التاريخي في أسعار الفائدة الذي قدمه بنك الاحتياطي الفيدرالي على مدى الـ 18 شهر الماضية وفي سوق العقود الآجلة، يراهن المتعاملون على أن أسعار الفائدة ستصل إلى 4.7 في المائة بحلول نهاية عام 2024، مقارنة مع توقعات بمستوى 4.2 في المائة في بداية سبتمبر وجاءت الخطوة الأخيرة في عوائد سندات الخزانة بعد أن أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم  باول يوم الخميس إلى أن البنك المركزي الأمريكي مستعد للتخلي عن رفع أسعار الفائدة عندما يجتمع المقبل في نوفمبر كما أدت المخاوف المتزايدة بشأن العجز السنوي في ميزانية الحكومة الأمريكية الذي يقترب من 2 تريليون دولار، والذي تفاقم بسبب قرار وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في أغسطس بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، إلى زيادة الضغط التصاعدي على العائدات واتبعت عائدات السندات في جميع أنحاء أوروبا ارتفاع سندات الخزانة. وارتفعت عائدات السندات الألمانية لأجل عشر سنوات، وهي معيار لمنطقة اليورو، 0.08 نقطة مئوية إلى 2.96 في المائة. وارتفعت العائدات على سندات المملكة المتحدة لأجل 10 سنوات بنسبة 0.07 نقطة مئوية إلى 4.73 في المائة.

كانت الأسواق الأوروبية مختلطة اليوم الاثنين حيث تواصل الاسواق مراقبة حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي بانتظار أسبوع حافل بالأرباح وقرار السياسة النقدية الأخير للبنك المركزي الأوروبي وانخفض مؤشر Stoxx 600 الأوروبي بنسبة 0.7٪ في منتصف النهار بتوقيت لندن بعد افتتاح ثابت، مع وجود معظم القطاعات في المنطقة السلبية. وانخفضت أسهم التعدين بنسبة 1.8%، في حين خالف قطاع التجزئة الاتجاه بارتفاع بنسبة 0.4% وواصلت أسواق آسيا والمحيط الهادئ عمليات البيع قبل أسبوع من قراءات التضخم من جميع أنحاء المنطقة وأرقام الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الجنوبية في الربع الثالث وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية صباح اليوم الاثنين حيث يتطلع المتداولون إلى إصدار أرباح الشركات من عمالقة صناعة التكنولوجيا، بما في ذلك  Alphabet و  Amazon و  Meta  و  Microsoft .

قسم الأبحاث والدراسات - الأكاديمية العربية للأعمال