ارتفاع معدلات الأجور في بريطانيا يبقي بنك إنجلترا المركزي في حالة التأهب

أظهرت بيانات نشرت اليوم الثلاثاء أن الأجور في بريطانيا زادت أكثر من المتوقع، لكن أرقاما أخرى تشير إلى أن سوق العمل فقد بعضاً من حرارة التضخم، مما يبقي بنك إنجلترا في حالة تأهب بشأن موعد خفض معدلات الفائدة.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن الأجور العادية، باستثناء المكافآت، زادت بنسبة 6.0% في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وكانت التوقعات تشير إلى نمو الأجور بنسبة 5.9%، وهو ما سيكون أقل من الزيادة البالغة 6.0% في الأشهر الثلاثة حتى فبراير.
واظهرت بيانات يوم الثلاثاء علامات على تباطؤ مطرد في سوق العمل، وأظهرت أيضاً أن بنك إنجلترا لن ينزعج من أرقام نمو الأجور التي تتماشى مع أحدث توقعاته.
وقد يرغب صناع السياسة في بنك إنجلترا بالانتظار لفترة أطول قبل خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي يلقي بظلال من الشك على خفض أسعار الفائدة في يونيو.
أشار بنك إنجلترا الأسبوع الماضي إلى أنه قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة من أعلى مستوى لها منذ 16 عاماً عند 5.25٪ في وقت مبكر من شهر يونيو.
وكانت أرقام يوم الثلاثاء هي الأولى من بين اثنين من البيانات الرسمية لسوق العمل والتي سينظر فيها بنك إنجلترا قبل اجتماعه القادم وإعلان السياسة النقدية في 20 يونيو.
وأشار وزير المالية جيريمي هانت، الذي يحاول مساعدة رئيس الوزراء ريشي سوناك في كبح جماح تقدم حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي الكبيرة قبل الانتخابات هذا العام، إلى كيف أن الأجور تجاوزت التضخم.
وقال هانت في بيان "هذا هو الشهر العاشر على التوالي الذي ترتفع فيه الأجور بشكل أسرع من التضخم وهو ما سيساعد في تخفيف ضغوط تكاليف المعيشة على الأسر".
وارتفع إجمالي الأجور، الذي يتضمن مدفوعات المكافآت الأكثر تقلباً، بنسبة 5.7%، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين بزيادة قدرها 5.5%.
وانخفضت الأجور العادية في القطاع الخاص - وهو مقياس رئيسي لبنك إنجلترا - بشكل طفيف إلى 5.9% من 6.0% في الأشهر الثلاثة حتى فبراير.
وارتفع الجنيه الإسترليني لفترة وجيزة مقابل الدولار الأمريكي بعد نشر الأرقام، وأبقى المستثمرون رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية من بنك إنجلترا دون تغيير إلى حد كبير مع احتمالية التخفيض الأول في يونيو بسعر 50-50 تقريباً.
وعلى الرغم من النمو القوي في الأجور، كانت هناك دلائل على أن سوق العمل في بريطانيا كان يتباطأ.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن معدل البطالة ارتفع إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى له منذ الأشهر الثلاثة حتى يوليو 2023، على الرغم من أنه حذر من أن المسح الذي يتم من خلاله حساب معدل البطالة لا يزال قيد الإصلاح.
وانخفضت الوظائف الشاغرة للمرة الثانية والعشرين على التوالي في الأشهر الثلاثة حتى أبريل، حيث انخفضت بمقدار 26000 وظيفة في الفترة من نوفمبر إلى يناير.