من فقدان الاتصال إلى لحظة العثور على حطام الطائرة... تفاصيل وفاة الرئيس الإيراني
من فقدان الاتصال إلى لحظة العثور على حطام الطائرة... تفاصيل وفاة الرئيس الإيراني
أعلنت إيران اليوم الاثنين وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين إثر تحطم الطائرة المروحية التي كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي إيران أمس الأحد.
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني ووسائل إعلام إيرانية أخرى وفاة رئيسي وعبد اللهيان في تحطم طائرة هليكوبتر. كما أكد محسن منصوري نائب الرئيس الإيراني -على منصة إكس- الخبر.
وتحطمت المروحية في منطقة جبلية وعرة وسط ظروف جوية صعبة خلال عودة رئيسي من حفل حضره صباح أمس الأحد مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف لتدشين سد مشترك على نهر آراس الحدودي بين البلدين.
وجاء الإعلان عن وفاة الرئيس الإيراني (63 عاما) ومرافقيه بعد عملية بحث صعبة شاركت فيها عشرات من فرق الإنقاذ وسط ضباب كثيف ورياح شديدة.
وقد قام الهلال الأحمر الإيراني بنقل جثامين القتلى إلى روضة الشهداء في مدينة تبريز، مركز أذربيجان الشرقية.
وذكر وزير الداخلية أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي الأحد إن المروحية نفذت "هبوطاً صعباً" دون تقديم تفاصيل عن وضع الرئيس والوفد المرافق له.
كانت المروحية ضمن قافلة من ثلاث مروحيات تنقل الوفد الرئاسي. هبطت المروحيتان الأخريان بسلام في تبريز، المدينة الكبيرة في شمال غرب البلاد، لكن ليس المروحية التي كان فيها رئيسي.
وأشارت المعلومات أن الطائرة التي كانت تقل الرئيس الإيراني والوفد المرافق له من نوع "بيل 412" وهي مروحية متعددة الاستخدامات من عائلة "هوي" تصنعها شركة "بيل هليكوبتر" الأميركية ومقرها تكساس، وهي نسخة مطورة من مروحية "بيل 212"، ويتمثل الاختلاف الرئيسي بينهما في المحرك الرئيسي ذو الأربع شفرات.
وتعمل المروحية بمحركين توربينيين، وتحظى بشعبية كبيرة في الأسواق المدنية والعسكرية، وتستخدم في مهام عدة، من بينها الإسعاف الجوي والطوارئ الطبية.
وفور وقوع الحادث انطلقت عمليات بحث مكثفة شمال غربي إيران.
وشارك 73 فريقاً في عمليات البحث والإنقاذ، مستخدمين الكلاب المدرّبة والطائرات المسيّرة.
وأعلنت تركيا إرسال 32 عامل إنقاذ و6 مركبات إلى إيران للمشاركة في عمليات البحث. وقالت وكالة الإغاثة والطوارئ الحكومية (آفاد) إنه "تمّ إرسال 32 عنصراً متخصصاً في البحث والإنقاذ الجبلي وست مركبات" من مركزي فان وأرضروم في شرق تركيا، مشيرة إلى أنّ طهران طلبت أيضاً مروحية مجهزة لعمليات البحث الليلية.
وستُنقل الجثامين من تبريز إلى العاصمة طهران، حيث من المتوقّع أن يؤم المرشد الأعلى علي خامنئي الصلاة عليها، قبل الانتقال إلى مشهد، مسقط رأس الرئيس الإيراني الراحل.
من جهته، قال حسن حقيقيجيان مدير عام الشؤون السياسية والوطنية لمحافظة أذربيجان الشرقية اليوم الإثنين، إنّ جثامين رئيسي ومرافقيه ستُنقل أولًا إلى الطب العدلي، قبل أن تُشيّع في تبريز غدًا الثلاثاء.
بدورها، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أنّ التشييع في تبريز قد يكون أوليًا، قبل تشييع شعبي في طهران، مرجّحة أن يكون هناك تشييع آخر في مدينة مشهد مسقط رأس إبراهيم رئيسي.
ويعد إبراهيم رئيسي ثامن رئيس لإيران، وقد انتخب عام 2021 خلفا للرئيس حسن روحاني.
وتولى رئيسي مناصب عدة في المؤسسة القضائية قبل أن يصير رئيسها. وقد نسج علاقات قوية مع المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي اختاره عام 2016 مسؤولا عن مؤسسة "آستان قدس رضوي"، وهي مؤسسة وقفية دينية لها ميزانية تقدر بمليارات الدولارات، وتمتلك أكثر من 30 من الشركات والمصانع والمناجم، ولها أذرع اقتصادية متعددة ومتنوعة.
وفي عام 2017 خاض الانتخابات الرئاسية مرشحا لحزب المحافظين، لكنه خسر أمام حسن روحاني في ولايته الثانية.
وخاض الانتخابات الرئاسية في عام 2021 ، وأصبح رئيساً لإيران بعد الحصول على 62 بالمئة من أصوات الناخبين.