واشنطن تحذر الصين من مغبة الهجوم غير المبرر على تايوان

أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول، أن واشنطن تعتزم تزويد تايوان بأحدث أنظمة من الأسلحة المتطورة، ولن تسلمها أسلحة قديمة كتلك الموجودة في أوكرانيا.
وقال ماكول في مؤتمر صحفي، عقب اجتماع في تايبيه مع الرئيس التايواني لاي تشينغ تي ، اليوم الاثنين: "تلقيت عدة أسئلة حول هذا الموضوع، لا يجب أن تكون هذه حرباً برية، فهي معركة بحرية بشكل أساسي، على عكس أوكرانيا، ستحصل تايوان على أنظمة أسلحة حديثة، وليس أسلحة قديمة وسيكون هذا مخزوناً جديداً لتايوان وبالمناسبة، ستكون هذه أحدث تقنياتنا".
والتقى وفد من الكونجرس الأميركي الزعيم التايواني الجديد، يوم الاثنين، لإبداء الدعم له في أعقاب إجراء الصين تدريبات حربية حول الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي ردا على خطاب تنصيبه.
وقال آندي بار، النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي في الكونجرس الأميركي، إن الولايات المتحدة ملتزمة تماما بدعم تايوان عسكريا ودبلوماسيا واقتصاديا. وأضاف خلال مؤتمر صحافي "لا ينبغي أن يكون هناك أي شك - في الولايات المتحدة أو في تايوان أو في أي مكان بالعالم - حول تصميم الولايات المتحدة على الحفاظ على الوضع الراهن والسلام في مضيق تايوان".
أشار وزير خارجية تايوان، لين تشيا لونغ، إلى التدريبات الحربية الصينية، ووصف زيارة الوفد الأميركي بأنها "بادرة تضامن مهمة في وقت حرج". وضم الوفد الأميركي جمهوريين وديمقراطيين، وترأسه النائب مايكل ماكول.
وأضاف ماكول إن لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي تتمتع بسلطة إعلان الحرب إذا شنت بكين هجوما غير مبرر على تايوان، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الردع هو الإستراتيجية الأكثر فعالية لمنع مثل هذه النتيجة. وأضاف أن الكونجرس والحكومة الأمريكية ملتزمان تمامًا بضمان حصول تايوان على الأسلحة اللازمة للردع.

وأشار ماكول إلى أنه بموجب قانون العلاقات مع تايوان، فإن الولايات المتحدة ملزمة بتوفير معدات دفاعية وتدريب لتايوان، قائلا إن هذا قد يكون رادعًا كبيرًا ضد الصراع المحتمل مع بكين. وقال إنه لتعزيز هذا الردع، تعمل الولايات المتحدة على تسريع تسليم الأسلحة التي طال انتظارها. وقد تم طلب بعض هذه الأسلحة منذ أربع سنوات.
وفي تعليقه على التدريبات العسكرية التي أجراها الجيش الصيني، قال ماكول إن التدريبات العسكرية التي أجراها جيش التحرير الشعبي الأسبوع الماضي "أعطتنا في الواقع بعض المؤشرات التحذيرية حول الشكل الذي سيبدو عليه الأمر فيما يتعلق بالرد" من جانب تايوان وربما الولايات المتحدة.
وقال: "أود أن أقول إن التركيز سيكون على القطع البحرية"، مضيفًا أن أسلحة مثل صواريخ هاربون المضادة للسفن يمكن أن تحبط بشكل فعال أي حصار محتمل من قبل جيش التحرير الشعبي.
وكانت الصين أعلنت، السبت، انتهاء المناورات العسكرية الواسعة النطاق التي كانت تجريها منذ الخميس حول تايوان، وتخللها تشدّد في لهجة بكين حيال تايبيه وصل إلى حد التلويح بـ"الحرب"، بعد أيام من تصريحات اعتبرتها انفصالية للرئيس التايواني.
والغرض من مناورات "السيف المشترك-2024A"  التي استمرت يومين إرسال إشارة عدم رضا إلى سلطات الجزيرة التي تؤكد بكين أنها جزء من أراضيها ونشر الجيش الصيني ليلة الجمعة، لقطات "لأفضل لحظات" التدريبات تظهر شاحنات تحمل صواريخ ومقاتلات تقلع، وعسكريين على متن سفن حربية يراقبون بالمنظار سفناً تايوانية.

وهدفت هذه التدريبات بشكل خاص إلى محاكاة حصار مفروض على تايوان، وسمحت للسفن الصينية بالاقتراب من الجزيرة "كما لم يحدث من قبل"، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن خبراء عسكريين لكن في المقابل، اعتبرت تايوان المناورات "استفزازاً صارخاً للنظام العالمي".
وتعتبر بكين تايوان جزءا من الصين ويمكن إعادة توحيدها بالقوة إذا لزم الأمر وتعارض واشنطن أي محاولة للاستيلاء على الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي بالقوة وتلتزم بتسليح تايوان وسبق أن فرضت بكين عقوبات على ماكول بسبب زيارته لتايوان في أبريل 2023.